إلام نجىء ثم نروح؟ / لا جئنا ولا رحنا / إلام نعيش ثم نموت؟ / لا عشنا ولا متنا / هو المنفى إذا كان البقاء / قرين أن نفنى ! يعتبر نجيب سرور (1932 - 1978) أهم شاعر مصرى معارض . كان شاعرا وكاتبا مسرحيا ومخرجا وممثلا. من أهم دواوينه الشعرية «لزوم ما يلزم» و «بروتوكولات حكماء ريش»، ومن أهم أعماله المسرحية «ياسين وبهية»، عانى نجيب سرور فى فترة السبعينيات ظروفًا مأساوية
أعطوا لقيصر ما لقيصر، / وللإله.. / ما للإله! / ـ فما الذى تعطى لنا؟! / ـ ماذا تبقى عندكم؟ / ـ لم يبق شىء،.. / - فاهنأوا.. طوبى لكم! يعتبر نجيب سرور (1932 - 1978) أهم شاعر مصرى معارض . كان شاعرا وكاتبا مسرحيا ومخرجا وممثلا. من أهم دواوينه الشعرية «لزوم ما يلزم» و «بروتوكولات حكماء ريش»، ومن أهم أعماله المسرحية «ياسين وبهية»، عانى نجيب سرور فى فترة السبعينيات ظروفًا مأساوية: اضطهد، وجاع، وتشرد، وطورد، وفصل من عمله بأكاديمية الفنون، وأدخل مستشفى الأمراض العقلية
http://www.iraqiwritersunion.com/modules.php?name=News&file=article&sid=9960
القصيدة الأشهر عن فرج الله الحلو
كانت للراحل نجيب سرور وقد تكون هنالك قصائد أخرى طواها النسيان
( القـرن ُ يُــقال ُ العشــرونْ
والعـام التاسـع ُ والخمسـونْ
وحدي أنتظــرُ الغستابــو
وحدي .. وحدي ؟!
ومئات ٌ من حــولي
ومئات ٌ من قبــلي
ومئات من بعــدي
وألوف ُ ألوف ُ العمـــَّال
ْفي الخارج لا بل في قلبـي
ورفـاقي كل ُّ الشرفاء
ْفي وطني يحضنهم ْ شعبـي
أأنا وحدي ؟
سجناء الإنترنت
* في 30 يونيو 2002 أصدرت محكمة جنح السيدة زينب حكمها بحبس شهدي نجيب سرور خبير الإنترنت و ابن الشاعر الراحل نجيب سرور بالحبس لمدة سنة مع الشغل والنفاذ ودفع كفالة مالية قدرها 200 جنيه ، بعد إدانته بحيازة وتوزيع قصيدة العامية المعروفة ب " كسميات " التي كتبها والده الراحل بين عامي 1969 - 1974 .و رأت المحكمة في القصيدة - التي اتهم شهدي بنشرها على شبكة الإنترنت الدولية ، موقع الإنترنت ".net wadada"- عبارات مخالفة للآداب العامة !!.وعليه أصدرت حكمها السابق فى القضية رقم 14121 لسنة 2001 جنح السيدة ، وفقا للمادة 178 من قانون العقوبات التي تجرم حيازة المواد المنافية للآداب العامة بغرض التوزيع أو الاتجار بقصد إفساد الأخلاق.يأتي هذا على الرغم من أن الجهاز الذي تم ضبطه بمنزل شهدي ، لم يثبت اتصاله بشبكة الإنترنت ، كما لم يسفر فحص محتويات القرص الصلب "الهارد ديسك" عن وجود القصيدة التي اتهم بنشرها ضمن أي من ملفاته ، إلا أن وجود القصيدة ضمن مطبوعة ورقية ، كان كافيا من وجهة نظر "مباحث الآداب" لإثبات علاقة شهدي بكاتب القصيدة .. في مفارقة تدعو للسخرية ، حيث أن مؤلف القصيدة هو والده ومن الطبيعي أن تكون حوزته. فضلا عن أنها موجودة لدي الآلاف من جمهور الشاعر الراحل نجيب سرور والمعروف بمواقفه النقدية السياسية قبل رحيله
http://loreto.weblogs.us/archives/799
http://misrdigital.blogspirit.com/archive/2005/10/21/في-ذكرى-نجيب-سرور.html


http://www.wadada.net/surur/es/intro_ummiyyat.htm
وشهدي إبن نجيب سرور هو من أول رواد الإنترنت سواء في روسيا أو في مصر وقد ولد في الإتحاد السوفيتي من أم روسية وعمل في مصر كمدير موقع الأهرام على الإنترنت وقد أعتقل بسبب نشر تلك القصيدة التي كتبها ابوه على الإنترنت وصدر ضده حكم بالحبس لمدة سنة وهو سابقة تعد الأولى من نوعها في العالم أن يصدر الحكم بحبس فرد لنشره شعر على الإنترنت وشهدي دائما ما يذكر إسمه في أي مؤتمر أو مناسبة تتعلق بالصحافة الإلكترونية والحريات على الإنترنت
http://www.wadada.net/surur/ummiyyat/
http://baalaah.blogspot.com/2006/12/blog-post_05.html
http://x-ist.blogspot.com/2006/09/blog-post_30.html
http://africano.manalaa.net/node/112

المسيح و اللصوص - نجيب سرور

هل تصدقُ ما تقولٌ؟-
الآبُّ قال بأننى حتما أعودْ مَلِكاً على أرض البشرْ-
!لتَسودَ فى الناس المسرةُ و السلامْ
-لو عدتَ.. منذاَ يعرفُكْ؟ -
!سأقول: جئتُ انا المسيحْ-
.سيطالبونكَ بالدليلْ-
.ستكونُ فى جيبى البطاقةُ و الجوازْ -
...هذا قليل-
.ما اسهلَ التزويرَ للأوراقِ فى عصرِ اللصوصْ
و لديهمُ (الخبراءُ) سوف يؤكدونْ
!أن الهويةَ زائفةْ
لكنْ عليها الختمُ... ختمُ الآبّْ -
!يا بئسَ الدليلْ-
!سيؤكدُ الخبراءُ ان الختمَ برهانٌ على زيفِ الهوية
...سأريهمُ هذى الثقوبْ -
...فى جبهتى -انظرْ- و فى الكفينِ, فى الرجلين
!جئتُ أنا المسيحْ
سيقول لوقا: قالَ مرقصُ إنَّ متََّى قال -
"يوحنَّا يقولْ: "فى البدء كانَ الأمرُ "إصلبْ
!و الآن صار الصلب أوجَبْ
حتماً ستُصلبُ من جديد
همْ فى انتظاركَ-كلُّ اتباعِكَ، قطعانُ اللصوص
... همْ فى انتظاركَ بالصليبْ -
ماذا؟ أتبكى؟
!كلُّ شىءٍ مضحكٌ حتى الدموعْ
،العصرُ يضحك من دموعك, من دموعى,
عصرنا عصرُ اللصوصْ
!بل أنتَ... حتى انت لصٌّ
!لو لم تكن ما كان فى الأرض اللصوصْ
!حتى أنا لصٌ.. ألم أخدع طويلا باللصوص؟
http://erosian.blogspot.com/2004/12/blog-post_16.html

http://www.safwat.info/
http://shohdy.livejournal.com/
نجيب سرور
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى:
تصفح, بحث

نجيب سرور في 1977
نجيب سرور اسمه الكامل محمد نجيب سرور محمد هجرسولد بقرية إخطاب، مركز أجا ، محافظة الدقهلية (1 يونيو 1932 - 24 أكتوبر 1978 م) شاعر مصري معاصر، قرب انتهاء دراسته بكلية الحقوق في السنة الرابعة قرر الالتحاق بالـ بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي حصل منه على الدبلوم في عام 1956 م وهو في الرابعة والعشرين من العمر.
وعند تخرجه انضم إلى (المسرح الشعبي) الذي كان تابعاً لمصلحة الفنون التي كان يديرها الاديب يحيى حقي, واشترك في اعمال المسرح العشبي بالتأليف والاخراج والتمثيل.
في أواخر عام 1958 سافر في بعثة إلى
الاتحاد السوفييتي حيث درس الاخراج المسرحي وفي عام 1963 انتقل إلى المجر وظل حتى عام 1964،عمل فيها بالإذاعة، عاد بعدها إلى وطنه مصر حيث شهدت القاهرة فترة ازدهار انتاج سرور المسرحي والشعري والنقدي, خلال فترة الستينيات.
توفي عام 1978 عن عمر يناهز الستة واربعين عاماً.

[تحرير] من أعماله
شجرة الزيتون
يسين وبهية
آه ياليل ياقمر
ميرامار: التي اقتبسها من رواية
نجيب محفوظ واخرجها بنفسه لفرقة المسرح الحر عام 1968 على مسرح الزمالك.
التراجيديا الانسانية
لزوم ما يلزم
بروتوكولات حكماء ريش
رباعيات نجيب سرور
الطوفان الثاني
فارس آخر زمن
أعمال شعرية عن الوطن والمنفى
رسائل إلى صلاح عبدالصبور
عن الانسان الطيب
رحلة في ثلاثية نجيب محفوظ
حوار في المسرح
هموم في الادب والفن
تحت عباءة ابي العلاء
هكذا قال جحا
http://www.arabtimes.com/sror.htm
http://www.wadada.net/surur/

منين أجيب ناس؟

منين أجيب ناس؟

الأوله آه
والتانيه اُفْ
والثالثه أحّوه !

يا نيك يا نيك يا ليل ..
يا نيك يا نيك يا عين !

منين اجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه
شبه المحرّق إذا شافوا خول وناكوه .

عجبى عليك يا زمن فيك الخول مُخرج
وكمان مدير يا زمن يا ابو الميزان اعوج

لما المـعَّرص فى فرقة فنانين يحكم
وفوقه أعرص وفى المسرح بيتحكم
يبقى عليه العوض فى الفن يا جدعان
ويبقى حل الفساد والخبص والتعريص

(والكوسه والباميه والملوخيه .. ما تعدش!)

يا عم سيبك بقى قللى كلام ينفع
وكـس ام الشرف نفعنى واسـتنفع
الفن يا عم بورصه يعنى خد وادفع
ووَطّى أنيكك وصلى ع اللى فيك يشفع .

وقلنا ننضف بقى قالوا بلا وكسـه
واللـه لتحصل بدال النكسه ميت نكسه

بلد المنايك بلدنا الكل ناك فيها
شوف الخريطة تلاقيها فاتحه رجليها
ربك خلقها كدا راح تعمل ايه فيها

يا نيك يا نيك يا ليل ..
يا نيك يا نيك يا عين !

الفن قسـمه ونصيب قول بخت يا ابو بخيت
ما هوش مواهب ولا شهادات ولابعثات
الفن يا معرصين له عندنا حواديت
تغطى مليون سـنه موجات على قنوات

طب مين هايخرجها .. ؟!
بسـيطه ..
هاينقوا واحد عرص م العرصات
ومـش ضرورى يكون علاَّمه فى الاخراج
كفايه يبقى جنابه رد جرسونيرات
ولما يخرج لبن .. برضو بلاش احراج !

جايز يكون مرخى جايز حضرته متناك
ومالو .. بس المهم يبان بتاع نسوان
يسهر ويسكر ويعمل نفسه قال فتَّاك
وتيجى تكشف تلاقى العرص بس بيضان

السهره سخنت وفاكرين الجدع دبور
طب تعمل ايه اللى هايجه ونفسها فى الدور
ويعمل ايه اللى نفسه يحللى من غير نار
اللحس ليه انتشر ؟! .. عشـان مافيش إزبار

اخر شياكه وفاتح حضرته قزازه
مش طافيه .. لأ وسـكى .. والشرموطه على حجره
سلام يامخرج لكن من اين لك هذا ؟!
لازم علاوة غلا ومخصصه لزبره !!

ماهيته يعنى مش خمسين ولا ميَّه
ولا يعنى وارث ولا من عيله سلطاني
اه يا بلد إنما الاخراج بالنيَّه
نوْيتُ أخرج وانيك واخرج وأنيك تاني

الفن قسمه ونصيب يعنى النصيب قسمه
قاسمنى بالنكله وادى الإذن للصراف
اهبـش وشيَّل وشِيل واهجم على اليغمه
ما تخافـش هو اللى فوقك يعنى كان بيخاف ؟!

" النص " جاهز ومكتوب لك ومتفصَّل
والدور كدا تلبسـه وتنام عليه وتقوم
نافق وعرَّص ودَلّك وانحنى توصل
وتبقى بين يوم وليله يا علق نجم نجوم

وانتى يا شرموطه دورى كل يوم مرَّه
على المكاتب بميكروجيب من الغنَّاج
يعنى يادوبك كدا سنتى على الصُرّه
ها تفهمى م الرياله يعنى إيه إخراج

يارب صاحب امانه نبعته مرسـال
للمسـئولين اللى فوقنا فى السما السـابعه
يقول لهم ع اللى حاصل واللى ما ينقال
وان كانوا يستغربوا يحلف على "الرابْعه "

الست متجوزه .. يا عم خلصنا
بلاش تمثَّل كفايه عليها هم البيت
والتانيه مطلقه .. اعمل لها اسـتثنا
وهاتها على ودنه فاضيه ولسه خربه البيت

والتالته يادوب على وش .. وش طلاق
ناقصْها اسْـفين ويصبح نيكها ع الطبطاب
فهّمها إن الزنى بقى سيّد الأخلاق
حلقات على سهرات .. يامريَّحه العزابْ

نوجا .. نوجا

نوجا .. نوجا
(مهداه الى صديق حلمى راغب المحامي)
*****************************************
" نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. " أتبيع الحلوى يا ولدي من غيرك كان ليأكلها لولا مهزلة فى بلدى .. ؟ ! " نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. " فى نصـف الليـل تغنيهـا عريانـا فى برد الليـل أنا مثلك لم أعرف يوما أفراح الطفل و عرفت الأحزان المرة و رضعت العلقم من مهـدي لم أعرف ما تعم الحلوى .. " نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. " أحلى نوجا ؟ ! كلها يا ولدى .. ملعون من يأكلهـا .. غـيرك أنت .. و لتقطع كف تخطفهـا مثل الحـدأة .. يا كتـكوتى .. من ثغرك أنت .. يا مثـل الورد البري يا أطهر من أى نابى يا أحلى من أحلى نوجا يا كبدى .. أتبيع النوجا ؟ " نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. " ما كان بعيدا أن أصبح مثلك أنت فأنادى " نوجا .. يانوجا .. " ما يمنع أن يصبح ولدى يوما أنت فينادى " نوجا .. يانوجا " قلهـا للعـالم يا طفلي قلها للقرن العشرين ! .. فليبنوا من فوق الموتى أهرام المـال و ليلقوا للفقر الضــارى بالأطفال ليبيعوا للنـاس النوجا فى نصف الليل " نوجا .. نوجا .. أحلى نوجا .. "

وصية شهدى

وصية شهدى
بعد التحيه يا شهدى والذى منه .. ها اوصيك وصيه تصونها زى نن العين ولما اموت احكى عنى وقول لهم " إنه .. مصرى ابن مصرى وكـس ام اللى ماله عنين
ابويا مات مصرى ثاير .. بس عاش فيَّه ابويا عايش .. أبويا تاره لسَّـه مامتش ابويا كافح وكان عنده الكفاح غيَّه واللى ابوه زى ابويا يبقى ما اتيتمش
انا ابويا جدع .. قصدى ابويا كان وعاش غريب فى الوطن .. ياقسوة الغربة وترابنا من عهد خوفو بيحضن الجدعان مبروك عليك التراب يا نازل التربه ! "
يابنى انا جعت واتعريت وشوفت الويل وشربت أيامى كاس ورا كاس طرشت المر يابنى بحق التراب وبحق حق النيل لو جعت زيى ولو شنقوك ما تلعن مصر
اكره واكره واكره بس حب النيل وحب مصر اللى فيها مبدأ الدنيا دى مصر يا شهدى فى الجغرافيا ما لها مثيل وفى التاريخ عمرها ما كانت التانيه
يعنى ها تطلع كده الأول باذن الله فى الشعر والنثر والطيران وما شئتم يعنى ها تطلع كده راجل باذن الله مش م الخنافس تخاف من هجمة الفانتوم
إياك تقول م العذاب " هذا جناه ابى " ما كنت اقولها وكان أوْلى " أبويا جناه " أبويا مجنى عليه زيى .. وياما غبي قال ع القتيل انه قاتل .. آه يا شهدى آه
آه يابنى يا ورده لسـه منوره ع الغصن إوعى الخيانه يا كبدى إوعى م الاندال الفن اصبح خيانه والخيانه فن شوف الشوارع وقوللى فيها كام تمثال
بلدنا فيها الكرم حتى للاظوغلي لاظوغلى مين .. واللّـه ما اعرف .. نظرة يا عرابي عارف عرابى يا شهدى .. والنبى تقوللي على رأى عمك شكوكو " أحَّـه يا خرابى"
سبع سنين يابنى ما اعرف .. ياترى عيان عريان .. جعان .. ولاَّ ميت ولاَّ لسَّـه حيّْ سبع سنين يابنى فى الغربه وانا انسـان مش أعمى .. لكن بفتش فى النهار ع الضيّْ
يابنى يا دمى يا صبرى اللى زهق م الصبر الله يجازى اللى جاب لى فى الشباب داءين سُـكَّر فى دمى .. وفوقه جاب لى داء السكْر وحاش طبيبى .. وانا محتاج يا شهدى اتنين
عيان يا شهدى واديك شايف وليلى طويل وتصحى يابنى تلاقينى م الألم سهران يا حمَّى للصبح .. آه يا ليل يا عين يا ليل ياخساره .. آدى الجدع سكران ومش سكران
يشرب ويشرب عشان ينسى ولا بينسي الصلب والشنق والهول اللى ماله علاج ياللى نسيتوا قولولى ازاى قتيل ينسي ولاَّ انتوا برضو اللى قالوا " إصلبوا الحلاَّج"
قالولى بيعُه .. قالولى يابنى " بيع ابنك " وجَوَّعونى يا شهدى فى بلاد برَّه قالولى " ها تموت " و قلت اموت عشان خطرك وموتونى وانا عايش متين مره
خاطرك كبير عندى يابنى وكله يرخصلك وانت وانا للتراب .. نرخص ونفدى مصر يا مصر كبدى تمن يرخص عشان خاطرك لو حتى قالوا التمن يا مصر هوه القبر
سبع سنين يابنى يا نارى من المنفي سبع سواقى بتنعى لم طافولى نار وجيت يا بنى وقالوا كان فى مستشفي ونارى ماتنطفى الا بأخد التار
قالوا انتهى .. قالوا يعنى خلاص بقى مجنون يا شهدى مجنون بمصر وكـس أُم الطب الطب من عهد كاس سقراط بقى ملعون الطب هو الجنون .. بس الجنون مش طب

لهـــذى الجمـــوع

لهـــذى الجمـــوع
فتاتى .. ما غيرتنى الســنون و لا غيرتك أحبـك مزلت .. لــكنني صحوت على صرخــات الجمــوع و خطــو الفنـــاء الى أمتي رأيت الحيـاة تموت هنــاك على مذبح اليــأس فى قريتي تريـد النشــور ! أفـاتنتى .. ان مضى الســالكون على أرضنا فى الصــباح القريب يلمـون فى النـور آثارنـا فمـاذا تراه يقول الدليــل اذا ســألوه عن الحــالمين عن اللاعبــين .. عن الشــاربين عن الراقصــين .. عن الســامرين عن النــائمين بليــل الدمـوع على زفرات النفوس الموات عن الهائمــين ببحـر الدمـاء على زورق من جنـاح الخيــال و قـد غلفـوا بالنبيــذ العيــون و مرت عليهم جموع الجياع و مروا عليها .. فــلم يلمحوا ذلـه البائســـين ولم يســـمعوا أنـة اليائسـين وراحوا يصــوغون فى حلمهم عقـود الدخـــان كمــا ينســـخ العنكبوب الخيوط فمــاذا تراه يقول الدليـل ؟ أأســمع وقـع خطى الطاغيــه يدب على حثث الســاقطين و يطحــن بالنعــل كل الجبـاه وأقعــد .. لا أســـتفز الحيـــاه و أحــلم .. لا أســـتثير الجمــوع لتضرب بالنعــل عن الطغــاة لتحيـــا الحيـــاة ؟ أأســـمع حشرجــة الأشــقياء يئنون من قســوة العاصفــه و قد لفحتهم ريــاح الســموم و أجلس كالطفل أحصى النجــوم ؟ ! أأســمع قهقهــة الطاغيـــة يســـير بمركبــه آمنــا فخــورا كنــوح و قد أغرق القوم طوفا نــه وأقعــد لا أخرق المركبــا .. ولا أنفخ الروح فى الغــارقين ؟ ! أأحــلم و الليـــل من حوليــه دعــاء يؤرق عين الســماء ولكنهـــا لا تجيب الدعــاء وهـــل أهب الكأس الحانيــه ولا أهب الشـــعب لحن القيـــام ؟ !
************************************
أفاتنتى .. فى احمرار الورود على وجنتيك رأيت الدمــاء دمــاء المســـاكين فى قريتي يعيشـــون كالدود فى مقبره هم الدود و الميت يافتنتى ! أفاتنتى .. فى اختناق السواد على مقلتيك رأيت الشـــقاء يلف بأذرعــه الهــاصره جســوم الملايين من أمتى ! أفاتنتى فى انسياب الحيــاة على شفتيك رأيت الجفـــاف رأيت سراب الحيــاة الشحيح تصــوره لهفـة الظــامئين وهذى النجوم عيون العبيد تطل علينا و قد جحظت بالعـذاب المقـل أفاتنتى و رأيت الرءوس ألوف الرءوس معلقــة فى فــروع الشــجر وقد شنقتها حبال الشتاء كشنق الثمر وســوقا كبــيره يبــاع بهــا عرق الكادحــين بســعر التراب , ولحم البشر أفاتنتى ورأيت الجموع تســير بمصباحهــا المختنق لتبحث عن لقمــة ضائعـة ويــأتى المســاء .. فتــأوى الى جحرهــا جائعـه وفى كفهــا حسرة ضــارعه وتطوى على جوعهــا يأســها كمـا تنطوى فى الثرى قوقعـه ويســدل ســتر الظــلام الكثيف على مشــهد من صراع الحيــاه ليبدأ فى الصبح فصــل جديد فتمضى الجمــوع بمصباحهــا " لتبحث عن لقمــة ضائعــه " فهـل أهب الكــاس ألحانيــه وقد زرعوا أرضــنا بالعذاب ؟ فتاتى .. ما غيرتنى السنون ولا غيرتك أحبــك ما زلت لكنني وهبت النشــيد لهــذى الجموع !

يا شعب

يا شعب
يا شعب يا معرَّص يا غاوى تتبعبص تاخد خازوق وخازوق .. طب أمتى بس تفوق ! رجَّاله وبتحبل .. حبّل يا واد حبّل خليها تولد قرود من نسل موشى وداوود يا شعب صح النوم آدى اللبن بقى عوم وافهم بقى الفوله عن أمُنا الغوله والسّـلْو واللعبه والخدعه والكدبه .. الكلب والكلبه .. بيعملوا الشـبْكه .. وكله بالمعكوس والدنيا زى لبوس ! وبنحسبه موسي يطلع لنا فرعون ونحسبه فرعون يطلع لنا موسي والله يكون فى العون !
يا نيك يا نيك يا ليل .. يا نيك يا نيك يا عين !

لزوم ما يلزم

لزوم ما يلزم
الإهــــداء ..
الى الذى عَلَّمنى الشَّـعْرَ والثورة .. الى أبى ..... والى الذى أعيشُ من أجلِ أن أراهُ بين أحضانِ مصرالى وَلَدى الغريب ! والى ساشا كورساكوفاثم من قبل وبعد .. الى أمى ! نـجـيـب ســرور

( 1 )
قد آن ياكيخوت للقلب الجريح أن يستريح ، فاحفر هنا قبراً ونم وانقش على الصخر الأصم : " يا نابشا قبرى حنانك ، ها هنا قلبٌ ينام ، لا فرق من عامٍ ينامُ وألف عام ، هذى العظام حصاد أيامى فرفقاً بالعظام . أنا لست أُحسب بين فرسان الزمان إن عد فرسان الزمان لكن قلبى كان دوماً قلب فارس كره المنافق والجبان مقدار ما عشق الحقيقة . قولوا " لدولسين " الجميلة (1) .. " أَخْطَابَ (2) " .. قريتى الحبيبة : " هو لم يمت بطلاً ولكن مات كالفرسان بحثاً عن بطولة .. لم يلق فى طول الطريق سوى اللصوص ، حتى الذين ينددون كما الضمائر باللصوص .. فرسان هذا العصر هم بعض اللصوص ! " .
( 2 )
- ها أنت تقفز للنهاية ، - هلا حكيت من البداية . - ولمن أقول ؟ ! - هذى صفوف السنط والصبار تُنصت للحكاية : - ألها عقول ؟ - ماذا يضيرك .. أَلْقِ ما فى القلب حتى للحجر ، أو ليس أحفظُ للنقوش من البشر ؟ !
( 3 )
يا سيداتى يا أميراتى الحسان .. أن لن أقول لكن ما أسْمى بين فرسان الزمان ، ولتنطق الأفعال من قبل اللسان .. ... ... ... ... ... ... من أين أبدأ والظلام ، يلتفت فى أقصى الوراء وفى الأمام ! عرجاء حتى الذاكرة .. والذكريات ! يا سيداتى معذرة .. أنا لا أجيد القول ، قد أُنْسِيتُ فى المنفى الكلام ، وعرفتُ سرَّ الصمت .. كم ماتت على شفتى فى المنفى الحروف ! الصمت ليس هنيهةً قبل الكلام ، الصمت ليس هنيهة بين الكلام ، الصمت ليس هنيهة بعد الكلام ، الصمت حرف لايُخَط ولا يقال .. الصمت يعنى الصمت .. هل يغنى الجحيم سوى الجحيم ؟ ! عجباً .. أتضحك من كلامى السيدات . " مم الضحك ؟ !
( 4 )
- " الماء قد فسرته بالماء بعد الجهد لاتيأس وحاول من جديد .. كيخوت لاتصمت .. أليس الصمت - قلت - هو الجحيم ! - " لا .. بل فقلن الصمت موت ، أو ليس الموت صمتْ ؟ ! الحرف مثل النبت .. هل يحيا بغير الأرض نبتْ ؟ ! ولكل نبت أرضه المعطاء ليس يعيش فى أرض سواها .. الحرف يذبل يا أميراتى الحسان .. ويموت لو ينفى ، وينسى لايمر على لسان ! حلفتكن بكل غال ، هل ما تزال .. فيكن واحدة تخمن من أنا ؟ ! "
( 5 )
من أنت ؟ .. تطعنك العيون ، وتظل تنزف ، والسنون .. تمضى كأسراب السحاب .. فى الصيف .. تبخل بالجواب ! . من أنت .. ؟ .. لاتدرى .. وتدرى ما العذاب ! ما غربة الضفدع فى الأرض الخراب ما ضيعة البولة فى الحمام والبصقة فى يوم المطر !
( 6 )
" حدقن .. أمعن النظر .. هذا حصانى جائزة .. تُهدى لمن منكن تذكر من أنا ! .. تضحكن ثانية أميراتى الحسان ! بعيونكن ألا فقلن .. أمن الحصان على الهزال .. تضحكن .. أم منى على سخف السؤال ؟ ! "
( 7 )
- قدم اليهن البطاقة ! - ما من بطاقة . - قدم اليهن الجواز ! - ما من جواز . لا وشم حتى فوق زند أو ذراع ! - يا للضياع ! وتظل تنهشك الوحوش ، هذى العيون الخاليات من الرموش ! لو كان يعرف بالقلوب الناس لم يصفعك دوماً بالسؤال .. - كل ابن كلب - " من أنت ؟ " .. كالقفاز فى عينيك يرمى بالسكين قلب ! وترى الكلاب تتيه كالفرسان .. والفرسان أضيع من كلاب ! - يا .. كلاب .. كبدى خذوه .. يا ناهشى الأكباد هاكُمْ فانهشوه ، وليرحم اللّه الضحايا .. يرحم اللّه الضحايا !! - لا .. لا تبالغ .. ما لهذا الحد أنت لهم ضحية أخطأت أنت كما هم أخطأوا .. أو علَّ سرا ثالثاً خلف الخطأ ! انا لتعجزنا الحياة .. فنلومها .. لا عجزنا ، ونروح نندب حظنا ، ونقول : هذا العصر لم يخلق لنا ! - هو عصرنا ! - لكننا لسنا به الفرسان .. نحن قطيع عميان يفتش فى الفراغ عن البطولة ، والأرض بالأبطال ملأى حولنا ! - ملأى .. ولكن باللصوص ! - الكأس حقاً نصف فارغة فماذا لو ترى النصف الملىء ؟ ! لو لم تكن فى العالم الأضداد ما قلنا : " عظيم أو قمىء " ! - إنى لأعلم .. غير أن الزيف يغتال الحقيقة ! أقرأت يوما فى الحكايات القديمة ، عن غادة حسناء فى أنياب غول ؟ ! أرأيت يوما ضفدعه .. ما بين فكى أفعوان ؟! من ها هنا بدء الحكاية يا قريتى .. يا عالمى .. يا عالمى .. يا قريتى .. !!
( 8 )
" ياسيداتى يا أميراتى الحسان .. إنى أتيتُ إلى الوجودِ كما يجىءُ الأنبياء ! لا .. لست أنتحل النبوَّة ، غير أنى مثلهم ، فى مذود يوما ولدت ! فى قريتى " أخطاب " .. حيث الناس من هول الحياة ، موتى على قيد الحياة ! لا الأرض غنت لى ، ولا صلت لِمَقْدَمِىَ النجوم ، ولا السماء تفتحت عن طاقةِ القدر السعيد ، ولا الملائك باركوا مهدى .. ولا هبطت تُصَفّق فوق رأسى بالجناحين حمامة ! قالوا : غراب ظل ينعق يومها فوق النخيل .. حتى الفجر ! وعرفت أن الشمس لم تعبر بقريتنا .. ولا مر القمر .. بدروبها من ألف جيل ولا العيون تبسمت يوماً لمولود ولا دمعت لانسان يموت .. فالناس من هول الحياة .. موتى على قيد الحياة !
( 9 )
وظهيرة .. آويت من لفح الهجير ، لظلال صفصاف يُطِلُّ على غدير ، وجلست محزوناً أنقل فى المدى بصرى .. فحط على الحقول ، وعلى بيوتِ الطينِ ، والقصر الكبير ، وعلى القبور ، وأنا أدندن أغنية : " يا بهية وخبرينى ع اللى قتل ياسين " ! وسمعت ضفدعة بقربى تستجير .. كانت بفكَّىْ أفعوان ! عبثاً هُرِعْتُ بغصن صفصاف ، فقد فات الأوان ، غابت وغاب الأفعوان : ما غصن صفصاف بمعركة الأفاعى والضفادع ؟ !
( 10 )
يا سيداتى .. يا أميراتى الحسان .. وحفظت فى الكتاب آيات الكتاب ، عن ظهر قلب . ونسيتها عن قلب ظهر ! إلا علامات على جسمى لضرب . - بهراوة عمياء - مثل بقية الوشم القديم ، وغراب هابيلَ وقابيلَ ، وفأساً للخليل ، والفعل - فعل الأمر - " اقرأ ! " فقرأت ما ألقت به الأيام بين يدى : أدهم .. والزير سالم ، والهلالى ، وابن ذى يزن وعنتر .. ياسيداتى .. ثم نادانى من الأعماق صوت : " قَرَّباَ مربط النعامة منى .. لم أكن من جناتها علم اللّه وانى بحرها اليوم صالى " !
( 11 )
لكنهم قتلوا النعامة ! كم مرة بالنوق جاءوا ، أجحروا القرية من قبل المغيب ، كم مرة قصوا بمقراض الحمير .. قصوا الشوارب والشعور ، ولحى الشيوخ ، وأطلقوا الكرباج يَرْتَعُ فى الظهور ، كم مرة هجموا بيوت الطين ، داسوا بالنعال على الحبالى أوسعوا المرضع ضرباً والرضيع ، كم مرة غنت بهية .. ياسينها المقتول من فوق الهجين ! ياهول معركة الأفاعى والضفادع .
( 12 )
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان .. ورحلت يوماً للمدينة ، فى ركبِ قافلةٍ ممزقةٍ حزينة كُنّا أَهَلْنا فوق أمى آيتين من الكتاب ، وكومتين من التراب .. وقالبىْ طوب وطبعاً ما تيسر من دموع ! لافرق يا أخطاب بينك والمدينة ، غير المداخن والمآذن والقلاع الشاهقة ، غير الزحام ، وضجيج آلاف الطبول ، ونذير أجراس الترام . يا سيداتى.. يا أميراتى الحسان ، وهنا البغايا كالذباب بغير حصر ، ومشاتل البوليس والمتسولين بكل شبر ، وقوافل جَوْعَى تهيمُ من الرصيف إلى الرصيف .. حيرى تفتش عن رغيف ! والسوق لاتغفو .. تضج من الصباح إلى الصباح : ( من يشترى ؟ - وبكم تبيع ؟ ! يفتح اللّه - اتفقنا ! - يابلاش ! ) وهنا يباع ويشترى .. ياسيداتى .. كل شىء ! حتى الترام يباع فى وضح النهار .. للقادمين من القرى .. ! يادفتر الأرقام ما ثمنى ؟! أنا مثل التراب بلا ثمن .. لاشىء بالمجان غير الموت .. لكن .. لامفر من الكفن !
( 13 )
كيخوت مهلاً .. ما هناك ؟ بحر من المتظاهرين هديره شق السماء ، بالموت .. بالموت الزؤام .. أو الجلاء ؟ كيخوت .. ما الموت الزؤام .. وما الجلاء ؟ من هؤلاء ؟ ! ما هؤلاء ؟ ! وإذاك بين الموج تطفو كى تغوص ، وتغوص كى تطفو - صغيراً أنت كنت - ! ما غير هذا حوت يونس ، ما غير هذا .. أنت توشك تختنق ! وصرخت ياكيخوت بالموت الزؤام وبالجلاء .. حتى لُفظت إلى الرصيف ، فجعلت تهتف من هناك .. وبمثل صوت الضفدعه ، كيخوت وحدك .. بالرغيف .. وسقوط " باشا " كان فى اخطاب فى القصر الكبير ، واذا بكف كالجبل .. تهوى عليك .. على قفاك .. كى تنكفىء .. فوق الرصيف ! كيخوت فانهض .. هل ترى ؟ ! هجم العساكر .. بالألوف على الألوف ، جاءوا كما الطوفان لا بالنوق بل بمصفحات .. ومدرعات . محفوظة ياقريتى .. فالنوق من لحم ودم ، لا من حديد ! حوتان يقتتلان .. أيهما يكون المنتصر ؟ ! ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان .. من يومها أدركت ما الموت الزؤام وما الجلاء .. فالموت فى الميدان أكوام كحقل القمح فى يوم الحصاد يا قريتى .. ها أنت مثل مدينتى .. كِلْتَاكُما فى الهم .. فى البلوى .. سواء !
( 14 )
ووجدتنى فى غابة سوداء (3) .. آلاف الكتب . يا رحلة فى صحبة البومة والذئب .. وآوى .. وابن آوى ! والقرد والتمساح والجحش ، وذى القرنين والقرن الوحيد ! الحرف أنت . كما تكون يكون .. أى الناس أنت ؟ ! الحرف قديس - إذا ما كنت قديساً - وداعر .. ان كنت بين الناس داعر ! يا غابة الأقلام .. ياسوق الضمائر ! - ما أنت أول فارس .. ما أنت آخر فارس .. قد ضيعته الكُتْبُ ، ألقت فوق عينيه الغشاوة ، فإذاك تخلط أى شَىء .. بأى شىء ! واذا طواحين الهواء عمالقة ، واذا قطيع الضأن جيش مقبل كالصاعقة ، واذا الحظيرة قلعة، والطشت تاج من ذهب ، واذا النعيق نفير الاستقبال . ( ها قد جاء كيخوت العظيم) ! يا للخديعه الكذب .. يا أيها الآتون من بعدى الحذار .. كل الحذار من الكُتُب !
( 15 )
- أنكون .. ياترى أم لا نكون ! أمن الحكمة أن نحيا الحياة .. كيفما كانت .. ونرضى حظنا ، أم نخوض البحر فى هول الصراع .. عزلا .. دون شراع ، أم ترى الحكمة فى أن ننتحر ؟ ! يا دجى .. ياصمت .. يا .. يا .. ياجنون .. أنكون .. ياترى أم لانكون ! - يا سؤالا حائراً منذ قرون ، هائما ليس يقر ! - أيها الهاتف من أنت ؟ ! - أنا بصقة قبر ! - أنا خفاش عجوز ، يكره الضوء كما تكره أنت الظلمات ، أيها الضارب فى التيه بليل .. كيف فى التيه المفر ؟ يا صديقى .. خذ طريقى .. وانتحر ! - انتحر ؟ ! - راحة الراحات ، ترياق الألم ، وخلاصات خلاصات الحكم .. أنت لاتملك غير الكلمات ، حيلة العاجز عن كل الحيل ( كلمات .. كلمات .. كلمات ) غُصْنُ صفصاف هزيل .. أى عُكّاز وفى الدرب ملايين الحفر ! أوشك الديك يصيح ، وسَرَتْ كالسم أنفاس الصباح ، فوداعاً .. أو اذا شئت اختصر .. وليكن وشْك لقاء ! - أيها الهاتف قف .. أيها الهاتف قف .. ...................... أنكون .. يا ترى .. أم لا نكون !!
( 16 )
فتوى ! - أعطوا لقيصر ما لقيصر ، وللاله .. ما للاله ! - فما الذى تعطى لنا ؟ ! - ماذا تبقى عندكم ؟ - لم يبقى شىء .. - فاهنأوا .. طوبى لكم !
( 17 )
ياسيداتى .. يا أميراتى الحسان ..! صَلَّيْتُ فى الماخور كى أعرف أسرارَ الطهارة ، وزنيت فى المحرابِ كى أسبر أغوار الدعارة ، لكن شيئاً واحداً لم أقترفه .. هو اللواطة ! ياسيداتى معذرة .. ان كنت قد جانبت آداب اللياقة . أنا لست أعنى فتنة الغلمان .. ما كان " ابن هانىء " .. فى الحق لوطيا .. ولكن اللواطة أن تقول .. ما لاتريد ، أو أن تريد ولا تقول ! قالوا قديما : ( لاتخف ان قلت ، واصمت لاتقل .. ان خفت ) .. لكنى أقول : الخوف قواد .. فحاذر أن تخاف ! قل ما تريد لمن تريد كما تريد متى تريد .. لو بعدها الطوفان قلها فى الوجوه بلا وجل : " الملك عريان " .. ومن يفتى بما ليس الحقيقه .. فليلقنى خلف الجبل ! انى هنالك منتظر .. والعار للعميان قلبا أو بصر ، وإلى الجحيم بكل ألوان الخطر !

(1): دولسين ­ الحبيبة الوهمية لدون كيخوت . (2): أخطاب قرية الشاعر . (3): التعبير لدانتى ­ مطلع الكوميديا الالهية .

كلمات فى الحب

كلمات فى الحب
آمنت بالحب .. من فيه يبارينى والحب كالأرض أهواها فتنفينى إنى أصلى ومحراب الهوى وطنى فليلحد الغير ماغير الهوى دينى
ماللهوى من مدى فاصدح غراب البين هذى غمود المدى .. أين المداوى أين ؟!
ألوجد يلفحنى لكنه قدرى يانار لا تخمدى باللفح زيدينى أنا الظما إن شكا العشاق من ظمأ شكوت وجدى إلى وجدى فيروينى
جاء الطبيب وقال : «أنا العليل .. أنا» يافرحة العذال فمن أكون أنا؟
تخذت من وحدتى إلفا أحاوره من لوعة القلب ترياقا يداوينى رافقت حتى الفراق لأنه قدرى فيا رفاقى رأيت البعد يدنينى !
بعدت كى اقترب وقربت كى ابتعد ياويحه المغترب ما للهوى من بلد !
ياقلب بالله لا تسكت فإن مدى من القرون غراماً ليس يكفينى صفق وزغرد وقل هاتوا سهامكم يا ليت كل سهام العشق ترمينى ما نفع نبضك إن لم يستحل دمى إن لم ترق يا دمى ماذا سيرقينى
مضى الشباب هباء يا ليت كنا عشقنا ها نحن أسرى الشقاء فى العشق هلا أفقنا !!
هجرتكم وشبابى فى الدماء لظى وجئتكم وحريق الشيب يطوينى سلوا الليالى هل ضنت بنائبة سلوا النوائب .. يادور الطواحين ! آمنت بالحب من فيه يبارينى والحب كالأرض أهواها فتنفينى
*************************************

شوفوا هيكل لما بيكتب

شوفوا هيكل لما بيكتب


شوفوا هيكل لما بيكتب ..
بالبنط وبالإعلان ..
والصوره والعنوان ..
والشفره تنادى الشفره ..
ورموز جواها رموز ..
وولادنا ديوك ع السفره ..
منخيرك قد الكوز ..
يا احمد علمنى العوم ..
يا مباحث خم النوم ..
شوفوا هيكل لما بيكتب ..

** عذراً فحديثى سوف يطول ..
ولأن حديثى مش معقول ..
فلسوف يطول ..
وسيصبح طول " البرج " ..

ملحوظة :
توجد قرب البرج " مسلَّه " ..
" مئذنةٌ ايضاً قرب البرج !
يمكن رؤية هذا الثالوث القدسى ..
من نافذة فى جامعة الدول العربيه ..
المتناكه ..
مثل الأردن !

ماذا كنت أقول ؟!
كنت اقول ..
عذراً فحديثى سوف يطول ..
فأنا أعشق فى الأشـياء الطول ..
اعشق طول الأعمار ..
والأزبار ..
ومقالات الجمعه !

نقطه و شرطه وشرطه ونقطه ..
حطه يا بطه يا دقن القطه ..
لكن هذا ليس هو الموضوع ..
فالموضوع خطير ..
" أحّه يا كس " ..
هذا لغز الشرق الأوسط ..
والاسـباب كثيره ..
بالميات ..
والأزبار كثيره ..
بالألوفات ..
حد ملاحق نظريات ؟!

كنتُ وروجرز ..
أحّه يا روجرز ..
بلّـه يا روجرز ..
كُب لجوه اعمل معروف ..
إوعى تكب لبره ..
بكره انا عزمك عند ابو شقره
يعنى كباب ..
وحمام مشوى ..
غدا مفعوله أكيد ! ..
نعمل واحد تانى .. زى السُّـكَّر !
كان يارنج يدق الباب ..
فيرب تورنج .. (verb to ring)
يعنى فعل يدق ..
بالبريطانى .. !!
كان يارنج محرَّق ..
عاوز راخر يركب ..
لكن كنت وروجرز ..
مش معقول هاتناك لأتنين ..
يعنى ها اقطع روحى يا عالم ؟!
امال بقى كسـنجر ..
لما ها يجى ..
ها اعمل ايه ؟!
يبقى النيك للرقبه ..
اللـه بقى فى العون !!
ماذا كنت أقول ..
كنت أقول ..
عذراً فحديثى سوف يطول !..
كنتُ وروجرز ..
كانت عين الشمس تطل ..
من نافذه الهيلتون ..
او نافذة الشيراتون ..
يعنى من الشباك ..
ما انا راجل متناك ! ..
قلت لروجرز ..- كيف تشبَّه عين الشمس ؟!
قال كطيظ القرد تمام ..
وخصوصاً عند الأهرام ..
ساعة المغرب !
ثم استطرد ..
قال الشمس لديكم حمره ..
قلت بسبب الروس !
قال وصفراء فى العصر ..
قلت بلون بيكين
قال وسوداء فى الليل ..
قلت يا نيك يا عين ..
نقطه وشرطه وشرطه ونقطه ..
شفره ورمز ورمز وشفره ..
حطه يا بطه يا دقن القطه ..
ابجد هَـّوز حطى كلمون ..
شكل المتناك بقى منسجمٌ
نشف نشف ..
قوم اتشطف !!
قمت اتشطف ..
ثم رجعنا نطبق ..
اصل النيك ده مزاج !!
وانا راجل كييف !!
كَـبُهْ وقال ..
- أقصد روجرز -
" ما مشكلة الشرق الأوسط ؟! "
قلت مفـيش مشكلة ولا حاجه ..
أؤمر بس ..
واحنا ننفذ ..
دسـه لجوه اعمل معروف ..
قلت بكل صراحه ..
قل لى رأيك فى ..
قال بكل صراحه ..
" أنت خول ! " ..
ثم ضحكنا !!
ثم استطرد- عايزك تكتب !
- طب ما انا بكتب !
- عايزك تكتب أكتر ..
تكتب أكتر أنيكك أكتر ..
- حاضر .. حاضر ..
ثم استطرد
- واحد زيك لازم يبقى الريَّـس ..
مش ريَّـس تحرير .. ده حرام ..
حتى ولو كان " الاهرام " ! ..
ثم " التحرير " كلمه سخيفه ..
بتفكرنى بتحرير " سينا " ..
ودا ما يصحش !!
- أسف .. اسف ..
حكم المهنه ..
هاعمل ايه ؟!
- واحد زيك لازم يبقى الريس ..
لازم .. لازم ..
- فاهم .. فاهم ..
بس ازاى ؟!
- عايزه حداقه ..
وشوية علوقـيَّه ..
كوسه ع الملوخيه ..
- فيدنا وزيدنا ..
يا سيّدنا !
- فيه عندك مواضيع ها تفرقع ..
- مثلا .. مثلا ..
- خد عمال حلوان
خد طلاب الجامعه ..
والكتاب الوطنييّن ..
وما تنساش الفلاحين ..
خدهم تحت الباط ..
أعمل وطنى مفيـش كده أبداً ..
أعمل ثورى مفيـش كده أبداً ..
مره ف مره تولع نار ..
تركب فوق الموجه ..
تبقى " الريـس " ..
لايقه عليك
اصلك علق قديم ..
يعنى قرارى !
- والله انا خايف ..
خايف تفرق مره ..
والراكب يصبح مركوب ..
واركب بغله بالمقلوب !
- خايف ليه ؟
حد يا هيكل ناقشـك ؟!
حد يا هيكل رد عليك ؟!
حد ياهيكل قالك ..
مره بتعمل إيه .. ؟!
خايف ليه ؟!
- أصل محدش بيصدقنى ..
- اختار كدبه كبيره ..
واقعد كرر فيها ..
ليل ونهار ..
زى الغنوه اياها ..
- غنوه ايه ؟!
- غنوه " عقد الشرق الأوسط "
يعنى السـح الدح امبو ..
ساعة أورينت ماحلاها ..
خفه ورقه ما ابهاها ..
ساعة أورينت لساها ..
أورينت !!
يعنى اذاعة الشرق الأوسط ..
الدكانه ام الدكاكين ..
والميلامين !
نقطه وشرطه وشرطه ونقطه !
شرطه ونقطه ونقطه وشرطه !
حطه يا بطه يا دقن القطه !
ابجد هوز حطى كلمون ..
شفره وشفره .. وشفره وشفره ..
موشى ديان يصبح منسجم ..
غنوه .. وفاصل عذف .. وغنوه ..
والأخبار .. حتى القرآن ..
ينفع شفره ..
لو نتفاهم ع المفتاح ..
وانت فاهمنى كويس !
- فاهم .. فاهم
- عايزين من ده كتير ..
علشان تبقى النكسه الجيَّه ..
حاسـمه وقاضيه ..
- حاضر .. حاضر ..
- ثم حكايه إسرائيل ..
مالكو ومالهم ؟!
- لا ولا حاجه ..
- عايزين بينكو حوار ..
يعنى كده تقعدوا مع بعض ..
هنا فى الشيراتون ..
ولا الهيلتون ..
ولا ف تل أبيب ما يهمش ..
ولا جينيف .. ولا ف موسكو ..
ولا واشنطون ..
كله بتاعنا ..
- عارف .. عارف
- ايوه كده تقعدوا مع بعض ..
تاخدوا وتْدّوا ..
لو ينيكوكو حتى وماله ..
هوَّه النيك فيه إيه ؟!
ما انتوش اول شعب اتناك ..
ما انتوش اخر شعب اتناك ..
ثم النيك شكه دبوس ..
أول مره بتوجع ..
تانى مره لذيذه ..
تالت مره الذ ..
بالتدريج ..
تصبح عاده ..
- عارف .. عارف
- ناخد سينا ..
والاهرام والسد العالى ..
ثم النيل ده لازمكو ف إيه ..
مقرفتوش م البلهارسيا ؟!
- قلت قرفنا ..
ثم استطرد ..
- يدخل موشى ديان ..
مصر بدبابه بيضا ..
ولا حصان ..
هوَّه وكيفه !
بس يا هيكل ..
فيه عندكو واحد شرموط ..
- اسمه نجيب !
- أيوه ونقبه سرور ..
مبتتبلش فوله فى بقه ..
ودا من أكل الفول ..
وكمان فاهم الفوله !
- انا دخلته مره الخانكه ..

وطلع اعقل ..
اعقل واسفل ..
- المره دى عايزك تقطع راسه ..
- قلت ها يحصل ..
وشرف أمى .. !
كَبَسُـه وقاللى ..
إبقى قابلني
نقطه وشرطه ونقطه وشرطه ..
حطه يا بطه يا دقن القطه ..
سونه يا سونه يا حسنين
الفهلوه دى جايبها منين ..
بارده يا سونه عليك العين ..
دا انت بتكتب زى اللطه .. !
ماذا كنت اقول ..
كنت اقول ..
عذراً فحديثى سوف يطول ..
والباقى فى العدد القادم ..
يوم الجمعه ..
طبق الاصل
يا نيك يا نيك يا ليل ..
يا نيك يا نيك يا عين !

وادى حكمه بالفصحى
يا شعب فوق واصحى ..
واقرا وقول أحَّه ..
دحنا بقالنا قرون ..
عايشين فى عيد " أضحى " ..
والدبح على ودنه ..
وبكره على ودنك ..
وبعده على ودنى ..
غنم يا ناس بالدور
وكله فى الطابور ..
حين ترون " الموت الاسود " ..
" الطاعون " بأى مدينه ..
لا يدخلُ باب مدينتكم للموت مغامرْ ..
لا يخرج من باب مدينتكم للموت مهاجرْ ..
فالموت الاسود لا يجدى منه هَرَبْ ..
لا يعْصمُ منه الطب !
لا تجدى الحيلة حين يغوص النصلُ المسمومُ بقلب ..
لا يجدى السيف .. المدفع ..
لا تجدى غير الحرب ..
الحربُ الصبرُ الاصرار .. الصمت
والمكر بكل صنوف المكر ..
ليس يفل الشر ..
غيرُ الشر !
حين ترون الموت الاسـود ..
لا يجدى الاموتُ الموت !

يا نيك يا نيك يا ليل ..
يا نيك يا نيك يا عين !

رساله الى دفعه

رساله الى دفعه
يادفعه راحت كام دفعه يا خوفى ع الدفعه الجيَّه يادمعه نازله م الشمعه ورا دمعه بالنار مكويَّه النار خيانه فى عز الضهر آه م الخيانه وم الخاينين لو ينغرز خنجر فى الضَّهر الصدر يبقى صدر ياسين وبهيه تبكى ولا تخبَرّ مين القتيل والقاتل مين وعرضحال واكتبى محضر وكله ضد المجهولين كلام يا دفعه مش معقول ادينى عقلك واسمعني قاتل و يصبح ليه مجهول الشَّـارى كتفنى وباعني يا دفعه يا ابو زيد يا ابو مدفع متغاظ منشـن على سـينا ياهلالى فى الغيط فى المصنع فى الجبهه ليه قالوا جرينا ؟! يا دفعه غيرك بيحارب بالبنط الاحمر و الاعلان وبيقلب المغلوب غالب والكدب تقراه م العنوان وديَّة الفانتوم خبطه موجَّهه من أرض لجوْ والحرب جد ماهش لعبه ديتها فرقه تقول " هاوْ هاوْ " واساتذه ياما فى فن الحرب خلو الجمل فات م الابره واحنا يا دفعه فى آخر كرب بكره خياطه ورا البكره خليك كدا على خط النار مصلوب يا كبدى فى الصحره وادى الشـعار ينطح فى شعار سكاكين بتدبح فى البقره حارب بشرط ماتهجمشى ولو هجمت ماتضربشي ولما تضرب ما تصيبشى هوَّش يا دفعه وكل محشي ويضربونا نروح نحتج ونقول " يا هيئه " ضربونا وكل يوم للهيئه نحج ملعون ابوهم لأبونا تعال شوف شارع سليمان دكاكين تبحلق للدكاكين وفيها خير اشكال والوان ونص بلدك شحاتين والجرسونيره فوق جرسونيره والفرش مفروش باللحمه والسيره فايحه فى الجيره والشرطه واقفه فى الخدمه متاريس " نضال " عند جروبى والامريكين .. ووراها شباب يا خالق الخلق يا ربى نسوان وليها ازاى إشناب ؟! واقفين يا دفعه ورا ضهرك وكل خنفس ولا خنجر صياد وجاى جايب قدرك " يهودى " يعنى ومتنكر وزير سيادته واقطاعى بقى اشتراكى فى غمضة عين ياكل دراعك ودراعى ويسرق الكحل من العين والرأسمالى " مدير " مصنع والاسم مصنع متأمم ومين هايقرا ومين يسمع والغيظ يا حسره متلجَّم وحضرته شايل دبابير بالتوره تنهش فى اكتافنا والحرب عنده زعيق وجعير ياهلترى مين هايخافنا ومجلس الشعب الميمون وفلاحينه افنديه الاسطى فيه لابس ببيون وشعاره " تحيا الملوخيه " يا دفعه راحت كام دفعه يا خوفى ع الدفعه الجيَّه يا دمعه نازله م الشمعه ورا دمعه بالنار مكويه
يا نيك يا نيك يا ليل يا نيك يا نيك يا عين

بروتوكولات حكماء ريش

بروتوكولات حكماء ريش
(مقهى ريش أحد ملتقيات المثقفين والأدعياء بالقاهرة)
«تنح عن الطريق للرجل القادم إليك فإنه على الأرجح رجل منظم ، أو لعله من الماسونيين وهذا أضل سبيلا»! - دونالد فينكل -
* ديباجـة
نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش .. من شعراء وقصاصين ورسامين .. ومن النقاد سحالى «الجبانات» .. حملة مفتاح الجنة .. وهواة البحث عن الشهرة .. وبأى ثمن .. والخبراء بكل صنوف «الإزمات» .. مع تسكين الزاى .. كالميكانيزم ! نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش .. قررنا ماهو آت


* ألبرتوكول الأول
لا تقرأ شيئاً .. كن حمال حطب .. وأحمل طن كتب .. ضعه بجانب قنينة بيره .. أو فوق المقعد .. وأشرب .. وأنتظر الفرسان .. سوف يجيئ الواحد منهم تلو الآخر .. يحمل طن كتب
* صوت
يافرسان الأمس .. غير الأمس مع الفرسان .. خلف غيوم اليأس .. فإلى مقهى ريش .. كل العالم مقهى ريش .. كل يغرق عاره .. فى أغوار الكأس
* هاتف
لا .. لست بالعاهرة .. بالرغم من كل شئ .. فالعهر ياقاهرة . يصيبنا بالقئ .. يا أمنا الطاهرة
البروتوكول الثانى لا تفهم شيئاَ مما تقرأ .. ليس يهم اليوم الفهم .. فالمفهوم اللامفهوم .. أو بالعكس . لن يسألك أحد .. ما معنى قولك «....»! فالمفروض . ألا معنى للأشياء وللكلمات .. وإذا كانت للأشياء معان .. فالمفروض .. أن معانيها معروفة .. للحكماء لدايك .. وإذا كان الأمر كذلك .. فالكلمات «مسالك» .. والمفروض .. أنك تعرف .. والمفروض أخيراً ألا تسأل .. عن معنى قولك «...»
* صوت
ياذؤبانا لا كت شرف الكلمة .. ياصبيان السوق الحره .. حيث يباع الله بكأس ربيب .. ما أرخص فى السوق الإنسان .. يافرسان الأمس الغابر .. جئت الملم كل الكلمات المسمومة .. قطع الثلج .. حقن النسيان البنج .. ألكلمات المصطحات الشفريات .. ألكلمات المعكوسات .. فى الأحذية «الأجلاسيه » اللماعه . «آخر موضه» .. ألكلمات الباروكات .. ألمصفوفة عند «كوافير الفايف فينجرز »! ألكلمات الشارلستون .. الماكسى .. المكروجيب .. ألكلمات الأقنعة .. الحمالات .. فى سروال الماسونى الذئب ! ألكلمات النفطيات .. فى مركبة المأبون العلج ! ألكلمات الحدآت .. ألكلمات الآذان الأعين .. الأظفار الأنياب .. ألصابون .. الإعلانات .. ألكلمات الملفوفة فى ورق المرحاض .. والمكتوبة .. بدم الحيض .. والمدهونة بالزيت وبالبارفان .. الكلمات الحيات
* هاتف
لا .. لست بالعانس .. أنت الولود الولود .. ولست بالمومس .. عار هوان الجدود .. يا أمنا الصابرة
* البروتوكول الثالث
لا تصمت أبدا .. إن الصمت جهاله .. واحذر أن تتكلم فى الموضوع .. لا موضوع هنالك .. إن الفلك اليوم عطاره .. كن فيهم «خضر العطار» !. لكن خذ سمت الأستاذ .. وحذار أن تنسى «البايب» .. والكلمات «الخرز» اللاتينية ! قل «فى الواقع » .. واصمت لحظة ! قل «لاشك» .. واصمت لحظة !. ثم مقدمة محفوظة .. من فذلكة «المنهج» .. حسب الموجة والتيار.. فالبحر سباق .. والموجات الوف .. «الموجه تجرى ورا الموجه .. عايزة تطولها ! » عجل واركب أية موجه .. فالأيام دول .. ويل للبسطاء ذوى القلب الأبيض .. حين تفاجئهم أنواء الطقس .. الناس إثنان .. أحدهما ينجو فى الطوفان .. والآخر يغرق فى كأس .. «إنى أغرق .. أغرق .. أغرق

* صوت
يا أيتها المومس من رهط يهوذا .. يا ذات الشعر «الآلاجارسون ».. ياكمية لحم عبئ فى السروال الضيق .. والقواد التابع خلفك يحمل لحية .. وعلى الظهر حقيبة .. وبسروال قص لفوق الركبة .. والعملة صعبة ! يا أيتها المستشرقة المزعومة .. والعطشى لأحاديث الفرسان .. فرسان الأمس الخصيان .. الفكر بخير .. والأدب بخير .. والفن بخير .. ونحن بخير لا تنقصنا غير .. مشاهدة القرده .. من أبناء يهوذا .. فى أقنعة المستشرق والمستغرب .. بجوازات السفر الصادرة بأورشاليم .. والمنسوخة فى باريس .. والمختومة فى بيروت .. والقادمة الينا من واق الواق .. سائحة فى حر الشمس .. يا أولاد الأفعى .. يا إخوان القرده
* هاتف
لا .. لست بالجثة مطلولة للذئاب ما أنت مجتثه .. بل إنت أم الكتاب .. يا أمنا الساخرة
* البروتوكول الرابع
طبق اليوم الأمثل .. فى قائمة المطبوخات المطبوعات المعروضات .. المرئيات المسموعات الملموسات .. طبق السلطة .. «كله على كله .. ولما تشوفه قول له .. هوه فاكرنا مين .. داحنا معلمين » ! فلتتعلم فن القول .. قل ما شئت بشرط .. ألا تنسى الشفرة .. إن الشفرة منذ اليوم هى المفتاح .. والمفتاح الشفرة .. كل العالم شفرى البنية .. كل الكلمات .. الهمسات .. الأنفاس .. كل الحركات .. السكنات .. رموز .. كل الأشياء لغات .. تتردد بين المتقاطع .. والمتشابه .. والمعكوس ! ويعاد بناء البرج المنحوس .. بابل تنهض فوق ركام الضوضاء .. هل يندك البرج ؟
* صوت
ألخصيان التفوا حول المومس .. مثل الكعكة .. كل يعرض نفسه .. هذا أشعر شاعر .. هذا أول آخر قاص .. هذا فذ الفن .. فن المسرح خاصة .. هذا الجهبذ .. فى كل فنون الفكر العاهر ! يا أيتها المومس من رهط يهوذا .. إن القوم عطاش .. وجياع للجنس ! فانتخبى الليلة ثورا من «ثوار» الأمس .. وغدا ثورا آخر .. وغدا ثالث .. تم الجزء الأول .. من بحث الدكتوراه المزعومه .. والمأخوذة سلفا .. من جامعة الجمعيات الماسونية .. طبع بمقهى ريش .. والإبداع .. بالشقق المفروشة .. والتوزيع باورشاليم
* هاتف
لا .. لست بالمخور .. يامصر يامعبد .. تأبى جيوش النور للنار أن تخمد ياأمنا الثائرة
* البروتوكول الخامس
لا تأخذ بالك مما حولك .. كن كالاطرش فى الزفة .. هذا الجرسون الوسواس .. وصبى الجرسون الخناس .. والذئب المقعى يمسح أحذية الأعيان .. ألملاك .. الوزراء .. الكبراء .. من حكام الأمس الماسون .. والجوالون الباعة لبن العصفور .. والسائل والمحروم .. والعاجز من أصحاب العاهات المصنوعة فى إحدى «ورش» الغورية .. أو بولاق .. والعيارون ،، البصاصون .. من كل فئات الشعب
* ملحوظة
لايخدعك المسرح والأدوار .. المكياج .. الأزياء .. الديكور .. الإكسسوار .. هذا بعض السوس .. ألزاحف فى المقهى الملعون .. والآتى من عهد الهكسوس .. جاسوسا خلف الجاسوس
* صوت
ألفرسان التفوا حول «الكاهن» ! فى الماخور .. المصيدة .. المقهى .. ألفريسيون .. ألصدوقيون .. صنعوا «الكورس»! بدأ العزف على أحداث الساعة والأوتار انقصفت .. بينما صمت «الكاهن» .. ذو العينين الوطواطية .. والأذنين الملقاطية .. ألصمت لسان «الكهنة » .. رأس الحكمة .. لايسأل عن شئ «كاهن» .. أو يسأل فالصمت جوابه .. بشراكم يا آل «يهوذا» .. ألحدآت من الكهان .. ترعى فى المقهى الافراخ .. قام الكاهن وانقض المحفل .. والفيران .. تنصب فى المصيدة «المولد» .. ...........
* هاتف
يا أم كل مسيح مرعاك للذؤبان أصغى لكل جريح فى ساحة الصلبان يا عيننا الساهرة
* البروتوكول السادس
«الفراريج الدانمركية .. مذبوحة ومراقبة مرتين .. ومستنزفة الدماء .. حسب شريعة .. الخ »
* صوت
ياسيدتى الأفعى .. اللهجة من أعماق الشام .. لكن العبرية بوم ينعق فى ذيل الكلمات ! وأنا أذنى يقظة .. لاتخطئ زحف الافعى .. من رهط يهوذا خاصة .. فى أى قناع ! ماحاصل جمع المعلومات .. حتى الآن .. من ثرثرة الخصيان .. فرسان الأمس .. عشاق السوق الصحفية .. فى بيروت ! ذات التمويل المجهول والمعلوم ؟! - القوم عطاش للجنس - كم فروج دانمركى .. ذبح وروقب .. ثم استنزف .. حسب شريعة موسى والتلمود .. والتوراه .. بغلاف «الموعد» و «الشبكة » .. و«الصياد » .. و«رجوع الشيخ » .. و«الفاشوش » .. لا تقتل .. بدء وصايا عشر .. يقصد موسى .. «لاتقتل إلا .. غير يهودى »! ويل للفروج الدانمركى .. آها .. هاملت .. سبق السم السيف .. سبق العزل السيف .. نم ياهملت
* هاتف
يا أنت بعد الله يا قلعة التوحيد إنا كلاب الله بالباب عند وصيد
* البروتوكول السابع
أنت دخلت السجن مرارا .. تكفى مرة .. ثبت هذه المعلومة .. كالنيشان إلى العروه .. واجلس بين السذج والأغرار .. والأبرار ذوى القلب الأبيض .. سمسر بالسنوات السوداء .. قل ما شئت بغير حياء .. هذا عصر يهتك فيه الفأر .. عرض الفيل ! فاذا انكر .. فالبينة على من انكر .. وعليه يمين الله .. وهناك شهود الإثبات .. وشهود النفى .. والنفى اليوم هو الإثبات .. والإثبات النفى .. والإجماع انعقد على التزوير .. فى الأغراض .. كتب الصمت فى الآفيال .. من أجيال .. «عاش الفأر الزير .. عاش الفأر .. إن الفيل أقر ! .. فلتمرح فى الأرض الفيران »! هذا عام الفيل
* صوت
ألحق أقول لكم .. لا حق لحى إن ضاعت .. فى الأرض حقوق الأموات .. لاحق لميت إن يهتك .. عرض الكلمات ! وإذا كان عذاب الموتى أصبح سلعه .. أو أحجبه .. أو أيقونه .. أو إعلانا أو نيشانا .. فعلى العصر اللعنة .. والطوفان قريب ! الأبطال .. بمعنى الكلمة .. ماتوا لم ينتظروا كلمه .. مادار بخلد الواحد منهم .. حين استشهد .. أن الإستشهاد بطوله .. أو حتى أن يعطى شيئاً .. للجيل القادم من بعده .. فهو شهيد لا متفلسف .. ماذا يتمنى أن يأخذ .. من أعطى آخر ما يملك .. فى سورة غضب أو حب ؟
* هاتف :
فلتقرعى الأجراس .. ولتنذرى بأذان .. ولتسحقى الأنجاس .. من ثلة الشيطان .. يا أمنا الظافرة
* البروتوكول الثامن
كروى هذا العالم .. حتى الكلمات كرات .. والدوران هو القانون اللاقانون .. فالكلمات اختلطت .. دارت .. فى الأفواه وفى الآذان .. كالأشياء برأس الأبله والسكران .. حين تعددت الأقطاب .. أو حين محاورها تاهت .. ماجدوى أى حوار .. والعاقل فينا اليوم حمار ؟!
* صوت
يا أبناء «...» ! حتام أعالج فيكم .. داء السرطان .. الدوران .. والدوار ! يا رواد المقهى الموبوء .. ماخص المقهى الداء .. لو كان بيدى الأمر .. لشنقت باعمدة التليفونات .. رهط الماسون الملعون .. أو علقت الأبله منكم .. مثل الثور إلى الطاحون .. حتى يفهم
* هاتف
ياطالع الشجرة هات لى معاك بقرة ! الحق أقول .. العبث اليوم هو المعقول

أيُّها الواقفون على حافه المشرحهْ

أيُّها الواقفون على حافه المشرحهْ
" أيُّها الواقفون على حافه المشرحهْ .. قبل أو بعد أو مع المذبحه ! سقط الغدرُ والخيانه والوْلسُ والمطوحة .. والسكاكين اتعبتها الجراحْ القرارات مطوحه .. والبلاغات مطوحه .. والبيانات مطوحه .. والخطابات مطوحه .. والمقالات مطوحه ! فاخلعوا الأرديه .. واتبعونى أنا أهوى العُرى والصَّرمحه .. رايتى ان تضحك الملحمه .. وشعارى .. النكاحْ
دقت الساعة المرعبه .. خطفته يدٌ أسْـلمتهُ إلى المفْرمَه .. دقت السـاعة الحاسمه .. نهضت أمُّه لملمت أعْظمه .. دقت الساعة المرعبه .. شـنقتهُ يدٌ حقنته فا فاق كى تشـنقه .. كان فى أيديهمو شرْنقه .. مزقوها ونسْـوا خالقه .. حقق " العرصُ " فى الجريمةِ .. ياللباطل " المتناك " من حققه ؟‍! دقت الساعة الحاسمه ! إسمعينى فقد أخرستنى فى المولد ضجه الدروشـه حقنتنى .. شنقتنى .. حطمتنى .. جوعتنى .. شردتنى .. دمرتنى لأنى صرختُ يوم الهزيمة .. " الصمودَ .. الصمودْ .. يا بلادى العزيمه ! .. أنتِ لن تسـقطى تحت أقدام جيـش الكلابْ ! حبّه الرمل قنبله .. غير انهم سلمَّوا رملنا لليهود ! " فاذكرينى كما تذكرين " الطشتَ " الذى يقول " استحمى " للبغى " اللى ياللى " ! .. أذكرينى كما تذكرين المعَّرصَ والمتناكَ والخائنَ .. والجاسوسَ والراقصه !! أذكرينى إذا نسـيتنى " فهارس " الأعلامْ وبائعو الكلامْ .. ومدْمنو حبوب منع الحملْ .. منع حمل السلاحْ ! والوداعَ .. الوداعْ !! عندما تصعدين على جثث الخائنين ( دوسى تمام ) ! فهم الأن يشـنقون صغارك خلف جدار الظلامْ .. بعد أن أشـعلوا النار فى البيت والمصنع والمزرعه .. بل وفى حرم الجامعه ! وغداً سوف يبيعون أهرامك الأربعه .. مفروشة لليهود يا مدينة الالف الف عامْ .. يا موطنَ الأهرامْ .. تصبحين مدينةً " لأى كلامْ " ! دقت الساعة الفاصله .. سقط الغدرُ عندما ظهر الجندُ بالدروعْ .. أسقطوا الاقنعه .. كلّ قناعٍ كان خلفه وجه قرد .. نحن لن نرقص بعد اليوم يا زمان القرودْ .. يا ذيول اليهودْ !! ستريكمْ عجينها الفلاَّحه .. خبزت مصر كعكها الحجرى .. والسياده منذ الآن " للفرن " و " الكانونْ " .. يا حرام ! غنجت لبوه تتلوى بسيارة اللبو النفطى .. وجاوبت الثانية : " همّه مالهم ومال السياسه ما يروحوا هيلتون ! " كان مذياعُ مقهى يذيع كوكتيل نصب .. من مقال لهيكل .. وخطاب لعرص .. وفوازير كالبعابيص تُلَبـسْ ! بينما نحن فى البلـيَّه نضحك .. كل ما نملك فى وجه طوفان خُطَبْ قهقهاتُ غضبْ .. غير أنَّا برغم كل جراحنا الداميه .. نتغنى بغنوه ميلاد مصر الجديده ! فاهتفى يا حناجر .. يا حبيبتى يا مصر .. إوعى إوعى الخناجر ! " بصراحه " .. بوقاحه .. بقباحه .. بفصاحه .. قد شـبعنا كَذبْ .. وشبعنا خطَبْ .. والبيوضُ أصبحت بطيخ ! .. القرارات مطوحه .. والبلاغات مطوحه .. والبيانات مطوحه .. والخطابات مطوحه .. والمقالات مطوحه .. دقت الساعه الفاصِلْه .. فانصبوا المقصله .. أنصبوا المقصله ..
يا نيك يا نيك يا ليل .. يا نيك يا نيك يا عين ! وعجبى !

الخطوط الوهمية فى المسألة البروتوكلية

الخطوط الوهمية فى المسألة البروتوكلية

ثمة نكتة .. ليست آخر نكتة .. لن تلقى آخر نكتة .. من يحكيها ! فلسوف تكون نهاية هذا العالم .. كى يبدأ آخر .. فيعيد الأسفار جميعا .. من سفر «التكوين » .. «التشكيل» .. «التلوين» .. الدائر فوق الغمر الطوفانى .. حتى آخر إصحاح فى العهدين .. لكن سيكون هناك «الله» .. بأمر للماء بأن ينحسر عن اليابسة .. المجتاحة بالطوفان .. بأمر للنور «يكن » فيكون الإنسان .. ليعاين مجد الله «الكلمة» .. ليعانق فى الصلوات « الكلمة» .. ليغنى لاسم الله «الكلمة » .. وهنا يعرف نفسه .. ألله - الكلمة والكلمة - عقل والعقل الفعل .. الخلق .. الحرية .. ألعقل ألوهية .. أحكى عن ركاب قطار .. بينهمو من ينزع قشرة موز .. يغمس فى الملح الموز ويلقيه بعيدا .. سألوه : لماذا تفعل ماتفعل ؟! قال بكل بساطة : «لست أحب الموز المغموس بملح .. إنى حرفى أن أغمس ماشئت بما شئت » ! غر يلعب بالحرية .. غر يعبث بين الركاب بمجد الله .. مجد الإنسان .. الكلمة .. ولهذا فسد الموز «وفسد الملح» ! ألعبث اليوم هو المعقول .. والمعقول اللامعقول .. والحرية حق فى العبث بمجد الحرية .. واختر للعبث سبيلك .. أو أسلوبك .. وارفض أن تختار الرفض ! اغضب .. وتمرد فى اللاشئ على اللاشئ .. واعتزل العالم واحذر أن تنتمى إلى الأشياء .. ومن الأشياء الناس..الأرض..العرض..التاريخ.. والكلمة نور يتفجر من قلب الظلمة .. بالأمر .. الفعل .. القانون .. كن فيكون .. لكن فسد الملح .. أحكى عن ركاب قطار .. يندفع بقوة مليون حصان .. وبسرعة ريح مجنونة .. نحو الهاوية بقاع الغمر .. بينهمو العبت يمارس ذاته .. فى حرية .. كممارسة العادات السرية .. لكن باسم المنهج .. والنظرية .. والعملية .. ما أوسع أبواب «الإزمية» .. «كلمت باللحن أهل اللحن أو نسهم لأن عبى عند الناس إعرابى»! ثمة نكتة .. أخرى .. قد يحكيها بعدى .. فلاح من قريتى فصيح .. ويل للديك المرصود .. يوم يصيح .. فالغربان على أعجاز النخل .. والحدآت تناورها من فوق السحب .. تحرث بالأظفار الحقل .. ترمق سطحا .. جرنا .. تل .. والنداهة تغمز بالعينين .. للأم الغولة .. وتنادى من صحن الدار «الطفل» .. ثمة نكتة .. تحكى فى بلدى عن كاهن .. يحفظ عن ظهر القلب .. كل نصوص الناموس .. ويتيه على الصم البكم العميان .. - كاهننا يعرف كل الأشياء .. - ويحيط بكل الأشياء .. علما .. ولديه الحيثيات .. - ولذلك لا يسأل عن شئ .. وخصوصا عن غير المفهوم من الأشياء .. - فإذا قال فيكفى أن الكاهن يعلم .. - وإذا علم الكاهن ليس ضروريا أن نعلم .. قال الكاهن فى مجلس علم .. وبكل برود الوائق من علمه .. - كان اللون الاحمر .. لون الذئب الآكل يوسف !. - يا مولانا إن الذئب .. برئ .. لم يأكل يوسف .. وينص كتاب الله ! قال الكاهن ببرود «الكوهين » .. - ليكن هذا لون الذئب .. بريئا .. لم يأكل يوسف !. رضى الصم البكم العميان .. حمدوا الله على علم الكاهن .. بشروح متون الالوان .. حتى فيما ليس بوارد .. فى توراة .. أو إنجيل .. أو قرآن .. «إستنبط العرب لفظا وانبرى نبط يخاطبونك من أفواه أعراب »! أنت فهمت اللعبة .. فالعب إن اللعبة غش .. فكر منذ الآن بأكل العيش .. كل الناس «قريش » .. وإذا كان لموت طريق القديسين .. كن «أمويا» .. كن مابونا .. لكن عش .. إذ لافرق بجوف القبر .. بين عظام الليث وبين عظام الكلب .. كن انسانا .. لكن ذئب .. كن فى الصف الذيل لآخر ذيل .. حين يكون السيف برأس الصف .. كن فى الصف الرأس .. حين يكون العسكس .. «يا أبو الريش .. إن شالله تعيش »! لكن ثمة غلطة .. فالرابح فى اللعبة خاسر .. والخاسر فيها الرابح .. لا تنخدعوا بالبغل الرامح .. ليس البغل حصان .. لكن ما ذنب العميان .. لو ظنوا ذيل الفيل .. بدجنتهم تعبان ! ماذنبى فيكم .. ما ذنبى .. أأظل كما الكلب الاجرب .. مطرودا من كل رصيف .. أم صمت فيكم أم أكذب .. والصمت كما القول نزيف ؟! مكتوب فى «العهد الأول» .. عهد الكلمات اللامقلوبة .. «الموت مصير المهر الجامح .. بين البهم المركوبة »!
* - أنت أفندى - ما بالبدلة يحيا الانسان - ما بالجبة يصبح فينا السلطان - قردا .. والقرد السلطان - وعليها قس - - ماذا فى الفترينات ؟ - أوكازيون - تشكيلة خصيان الموسم! - وبأسعار تتحدى أى ضمير - ومذاهب فوق البيعة فوق الشروه - مهداة من بنزايون - إبن صهيون - فى اكياس النايلون ! - ها أنت الآن افندى بالمقلوب - ظاهر بدلتك بطانة - باطن بدلتك خيانة - فادخل فى أية خانة - معك القاموس - معك الناموس المعكوس -
فصيارفة اليوم صيارفة الأمس- والهيكل بورصة! (1)
(1 - كتبت أفقيا لضيق النطاق !)
.................... يا آنستى القادمة إلى مقهى «ريش» .. بحثا عن خيّال .. خيّالك ليس هنا .. خيّالك فى كل مكان .. لكن لا يعبر بالمقهى .. محض عبور .. أوقد يعبر شبحا .. طيفا من نور .. خيّالك مات .. يا آنستى .. أو سيموت ! يا آنستى ،، إن القوم عطس للجنس ،، آخر ما بقى لديهم ،، من أنواع الاحباطات ،، سئم القوم بهاء العذرية فستقوم بكارتهم ،، يوم اضطجعوا بسرير الشيطان ،، يوم احتضنوا فى الليل الثعبان ،، باع القوم الكلمة ،، خرجوا للسوق جوار وغوان ،، لا تنقصهم إلا مركبة النفطى ،، نخطفهم من قلب الشارع خطف بغى ،، من وسط زحام ،، والناس ،، كأن الناس نيام ،، أو شيئا فيهم قد مات ،، أو ماتت كل الاحلام ،، أو لا يجرى بعروقهم الندم ،، لكن يجرى النفط ،، ألناس ركام فوق ركام ،، والكل يقول كلاما ،، أى كلام ،، وخصوصا فى طاحونة «ريش» ،،
* يا أنستى سكر القوم - فطفا العهر على وجه البيرة -
«ما انتاش خيالى ياوله - ما انتاش خيّالى لا والنبى»!-
صوت يصرخ - خيّالك ليس هنا - يا آنستى لست اريد صغار القوم - من غلمان الكاهن والكوهين - مخدوعين ومحترفين ،، - إنى أتبع ذيل الحية - حتى الجحر - والجحر ملئ بالحيات - والمخدوعون صغار - فى تيه يمين ويسار - وأنا فى تيه التيه - آلاف الأميال مشيت - مشوارا بعد المشوار - لم أتجاوز أشبار - فأظل أقول - وأعيد النول - مثل المكوك على النول - عريان ملك العهر - وبغايا كل الفرسان ،، - يا آنستى العذراء المخدوعة - من اين لمثلك خيّال - والكل موال للملك العريان - وأنا وحدى الكاذب ،، - ويكذبنى المكوك - حتى النول ،، الإبرة - حتى البكرة - وسيأخذك الواحد منهم ليلة - والآخر يا آنستى ليله - كى يلفظك المقهى - رغم الدبلوم أو الليسانس - للشارع فى عرس اليأس - المحبط فيهم يا أختى - جاء ليفتى - بعلاج جميع الاحباطات - البوم يجيد الوصفات - طروادة سقطت قام البوم - للفتوى فى كل خرابه - ومضى ينشب فيها نابه - كى يجهز فى الليل عليها - وارتفع الشعراء على الاطلال - سمّوا طروادة فى الليل بكل الأسماء - غير الحسنى - وانتهكوا حتى أعراض الموتى - فى الجثث الملقاة بوجه الريح ،، - قالوا فيها ما فى الخمر - كان القوم سكارى ليلة سقطت طروادة - بحصان المكر ،، وكان - ماكان وحبلي بالحيل الحربية - أحصنة الأعداء الخشبية ،، - وكما لو كانوا متفقين مع الأعداء على موعد -
قالوا فيها ما يتمناه الأعداء ،، ألعاهرة ،، الجاربة ،، الفاتحة الفخذين ،، القوادة ،، ماأحفل قاموس الخصيان .. بالكلمات الداعرة الموزونة ،، المستوفية لكل شروط الساكن والمتحرك ،، والقافية العاذرة المعذورة .. - قلت كما قالوا فيها ،، - كى أخفيها منهم فى القلب ،، عبت سفينتى كى لا تؤخذ غصب ،، عبت غزالى حتى لا يأكله الذئب ،، «أعيب التى أهوى وأطرى جواريا يُرَبْنَ لها فضلا عليهن بينا برغمى أطبل العَّد عنها إذا بدت أحاذر آذانا عليها واعينا » - فعلوا نفس الشئ - لا .. آنستى .. حين تكون الرؤية جنسية .. ولأن القوم عطاش للجنس .. وعلى الاطلال يدور الرقص .. ومع الطوفان تدور الكاس .. والانياب المسمومة لا ترحم حيا أو ميت فالشعر الذئب .. لا صوت للشعب .. فليكن ( الرفض ) .. هذى تسمية معقولة ..
«ياآنستى ماذا يعنى الرفض - فى قاموس الكهنة والغلمان - ماذا ترفض أو نختار ؟ .. - إن العار يظل العار - مابين يمين ويسار - أم أنّا سوف نعود لسارتر ؟ .. - بالمعكوس - أرفض .. أرفض .. لا تختر .. إختر .. إختر .. هايل هتلر ! - كيف يكون الرفض - محض الرفض - غير قناع لقبول المرفوض - مادام هو الحل الأوحد - الممكن فى كل خيار ؟ - المطلوب من الشعراء - رفض الرفض المفروض ! - مادام الرفض بغير خيار - مادمنا فى ظل حصار - كيف نعادى الكهنة - ثم ننصب من أنفسنا كهنة ؟ - تلك هى المأساة - المهزلة الواجبة الرفض ..- بل فلتحيا الرجعية - إن كان القادة فينا - بين الملك العريان أو المملوك - والكاهين والكوهين - والشهبندر والسمسار .. - والداعر بطأ المنهج باسم المنهج - أو يرفع فى أوجهنا سيف الفكرى - «عملوا الأستك - من البلاستيك - ياحنين ع الوسط يا أستك» - الرافضة اليوم همو الرقعاء - فرسان السوق السوداء - والسوق الحره - والرفض اليوم هروب أو تهريب - أو سمسرة أو «تهليب » - والإسم الموضوع على السلعة - فى نفس السوق - من أزمان - نفس الإسم ولكن بالمقلوب .. وبألوان - علمية - ويبنط ينضح ثورية - وغلاف يرشح شعبية - ولكن العلبة فىها نفس اللعبة !! -
نفس اللعبة .. لكنهمو من داخل كل الازباء الشعبية .. أبناء الأرناؤوط .. الأتراك .. الشركس .. الأشكيناز .. السوفارديم .. الأرمن .. ألمرتزقة .. ألصدوقيين .. الفريسيين .. وهجين من ظهر هجين من ظهر هجين .. وابن الشعب فصيل مفصول منفى .. مفطوم قبل الميلاد وبعد الميلاد .. يا آنستى الطاهرة الذيل .. ماكان لنا نحن الشعراء .. أن نخشى إرهاب الكهان بأيه برده .. وبأية شمله .. إن لم نسقط نحن فداء .. الأرض العرض الفكر التاريخ .. إن لم نرفع بعد الشهداء .. الراية .. ماجدوانا نحن الشعراء .. ان لم نتحد الموت ونبحث عنه .. ونبصق فى وجهه .. دمنا .. ماذا يبقى إلا أن نحيا .. كالخصيان على المقهى المويوء .. كالكهان بأوكار الثورية والعلم .. ونبيع صكوك الغفران المنهج .. بدكاكين الصحف اليومية والأسبوعية .. والشهرية .. والدورية .. أطنانا مثل القطن بميزان القيان .. ؟ «ولقد ساءنى وساء سوائى قربهم من منابر وكراسى فاذكروا مصرع الحسين وزيد وقتيلا بجانب المهراس والقتيل الذى بحران أضحى رهن رمس وغربة وتناسى » ................ ثمة نكتة .. أيضا عن أحد الكهان .. شعبى بكره صنف الكهنة .. من أزمان .. فى أى رداء .. أى قناع .. ولهذا يضحك منهم .. فهمو محض مسوخ .. قال الكاهن للغلمان .. بعد تأمل : - «ألشخبول» على الحائط .. - لا تسأل مولانا عن شئ .. - ألمولى لايسأل عن معنى الأشياء .. - ألمولى يأمر «كن» فتكون الأشياء كما شاء.. - وإذا غضب تزول الأشياء .. تفقد كينونتها .. ماهيتها .. جوهرها .. فتصير الأشياء هبولى .. فوضى .. مثل الحال .. قبل التكوين .. - مولانا يغضب لوسأل الغلمان .. عن معنى شئ ما .. يسعد حين يكون الغلمان .. من صنف «أبى العريف » .. - عار أن يعرف أن الغلمان .. جهلاء من قبل الريف .. عار أن يعرف أنهمو جاءوا .. للبندر يلتمسون النور .. ألهدى .. دليل العقل على كل رصيف .. من أجل رغيف .. لكن من أجل عيون «الكلمة» .. ألكلمة .. ألنازحة المنفيه .. بتراحيل الأعصر والأزمنة المنسية .. وهنا فى قلب مدينتنا .. يتعلم كل غلام .. ما معنى صمت الأفواه .. الأقلام .. مامعنى أى كلام يخلو من أى كلام .. مامعنى أن تخرس فى القلب «لماذا ؟» .. أو «كيف ؟» و «أين ؟» و «لم لا ؟» .. وجميع علامات الاستفهام .. لا تبقى إلا الـ «مش معقول ».. أللامعقول .. لاتبقى غير علامات تعجب .. ورويداً يغدو العجب ذهول .. ورويداً تنصب خيمات الصمت على المعقول .. الصمت .. الصمت .. ويحل على الغلمان ظلام الموت .. والواحد بعد الأخر .. يسكت صوت .. بعد الصوت .. ومسوخاً كالكهان يصير الغلمان .. يتلقفهم مقهى .. كى بيصقهم مقهى .. وإذا الفلاحون الفصحاء ذيول .. وإذا الكلمة .. فى الأسواق بضاعة .. قبل الفتح مباعة .. سقطت «ماذا» .. «كيف» ... سقطت كل علامات الاستفهام .. سقط العقل .. فمدى الصبيان ظلام بعد ظلام .. حتى الأذقان انغمروا فى الغمر .. ضاعوا بين الكاهن والشهبندر والسمسار .. يونس فى أحشاء الحوت .. يا أحشاء كالتابوت .. يونس حى ليس يموت .. ذبح الديك .. أو أصبح محض دجاجة .. تتقلب فوق الجمر .. بدكاكين «العليه » .. أصبح بين الخصيان .. ولهذا سأل المخصى الكاهن .. - مولانا مامعنى الحائط ؟ .. لم يسأل مامعنى «الشخبول » .. لو أن النور الظلمه .. فالظلمة كيف تكون ؟ .. «ولاتقبلوا من كاذب متسوق نحيل فى نصر المذاهب واحتجا» لكن ماذنب القطط «الفطسة» .. إن كبرت من غير عيون .. أو ضاعت فى تيه البندر ؟!
- يابندر ياسرداب الكاهن والكوهين - واللوطيين مجازاً وحقيقة - ولكل فى فحشاء الفكر طريقة - يابندر يا أبنية شروح ومتون - يامحفل عهر الماسون - ياسجناًَ .. يا مستشفى للأمراض العقلية - لعلاج المرضى العشاق لليلى الكلمة ..- لغسيل المخ من الفكر الولهان - بالله الكلمة - الإنسان - لعلاج الوطنية بالمستوطن - من قائمة الأدواء - بالسرطان - يابندر أين ابن الخطاب ؟ -
* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

");
//-->
objAdMgr.renderFooter();
');
}
// -->

تابع: الخطوط الوهمية فى المسألة البروتوكلية ! ! !

لو أن ابن الخطاب التفت وراءه .. لاهتز المسجد رعباً .. سقط الخنجر .. من سروال القاتل فى أرض المسجد .. لكن ابن الخطاب يصلى .. ويؤم صلاة .. ويكبر .. ويقول «الكلمة» .. والوجه الى المحراب .. والقلب .. العين .. هنالك فى ملكوت الله .. والكهان القتلة خلفه .. والصف وراء الصف كما لو .. أنهمو حقاً جاءوا لصلاة .. جاءوا فى الأقنعة كما جاء الخنجر .. بجراب القاتل لؤلؤة وبالسروال .. جاءوا فى الموعد مع سبق الرصد .. مع الإصرار .. كان الإجماع على الطعنات المسمومة .. فى جه الظهر ! ..
* أمثال ابن الخطاب لهم أعين - ووجوه حتى فى الظهر .. - أمثال ابن الخطاب يرون الكون - فى غمضة عين حتى لو كانوا عميانا - أمثال ابن الخطاب يرون الله الكلمة - الإنسان الحكمة فيرون الكل .. - ولهذا كان ابن الخطاب يرى - من تحت السروال الخنجر - ويرى القتلة - من آخر كوهين فى آخر صف - ولهذا ما التفت وراءه - فهو يصلى - ويؤم صلاة .. ويكبر - ويقول الكلمة .. - والكلمة أبدا لا تسقط - من طعن الخنجر - الكلمة عهد مربوب ومقدر - مكتوب ليتم المكتوب - لا تجبن أبدا للشهداء أمام الموت قلوب - وإلى الله الكلمة تصعد - حين تكون من الكلم الطيب - لو أن ابن الخطاب التفت وراءه - وأدار إلى المحراب الظهر - وتملى فى الكهان قليلا - فى الصف وراء الصف - وعلى لؤلؤة القاتل ثبت نظرة صقر - لتغير وجه التاريخ وظهره .. - هذا جائز - لكن ما الجدوى والكلمة - فى هذا الجائز ما تمت ؟! - يالؤلؤة الأعمى - إطعن ظهر ابن الخطاب المبصر - إطعن .. إطعن .. إطعن .. - وسيقتلك القتلة - كى لاتفشى السر .. - إطعن فابن الخطاب القديس - لن يلتفت وراءه - فهو يصلى - ويؤم صلاة ويكبر - ويقول «الكلمة » .. - يابندر أين ابن الخطاب .. - يامذبح كل الشهداء - يامئوى كل الشعراء - يامسرح كل الكهان - والخصيان - واللوطيين - بروح أو جسد أو بالفكر - ألحق أقول لكم .. - ألشك اليوم يقين للشرفاء - ألمذبوحين المنفيين المنسيين - والغرباء - مادام الغربان - .. البوم - إحتلوا دور الشهداء - ألحق أقول ودوما قلت الحق - أخطأت كثيراً لكن كانت ليلاى «الكلمة» - لم تعشق يا قلب سواها - لم تحلم إلا برضاها - لم تنبض إلا بهواها - والقلب دليل المؤمن فى ريف بلادى .. - ولهذا لم أفقد فى التيه طريقى - لم أخطىء حتى حين تعددت العثرات على الدرب الممتد بغير نهاية - فى التيه طريقي - لكن الكهنة والكوهين - دأبوا يعطون الغفران - للمومس منهم واللوطى - والزنديق الداعر والذيل - أما الحرمان فللطاهر مناذيله - يتأبى أن يلتفت وراءه - كابن الخطاب - فالطاهر ليس يذيل - لابل لاذيل لطاهر - ومشيت بعز ظهيرتنا عريان الظهر - مشقوق السروال من الخلف مغطي العوره - بجريدة «وطنى» .. ياوطنى .. وطنى المشقوق الصدر - طفت عليكم سكرانا بمحلات «العلية» - بدكاكين العهر العلنية - حيث تجمعتم موتى أو مخمورين - وأنا مخمور حتى شعر الرأس - لكن رأسى لا تهتز - حتى تحت الفأس - من بينكمو لعبت لكم دور المجنون - دور السكران «الطينة» طفت عليكم أصرخ - أللعبة غش فى غش .- «أليلى وكل أصبح ابن ملوح ولبنى ومافينا سوى ابن ذريح وفى كل حين يونس القوم أية بشخص قتيل أو بشخص جريح ؟ »
..................
طفت عليكم أصرخ «اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر .. فى العرس الدامى والليل حراب وعيون .. ألليل الغيبوبة والخنجر .. ألليل المنحوس المجنون .. ألمفتون بقتل الخيل أصيله .. لاقتل الحمرهجينة،، «اللاؤوكون » الشعر الشعراء بحذر ،، الشعراء المطرودون ،، ألمسجونون بقفص الصمت المامون ،، والمتبوعون ،، فى كل العالم منذ قرون وقرون ،، بالماسون ،، يتقصى فى الليل الغاوون ،، خطواتهم ،، بصماتهمو ،، فيهيمون ،، «اللاؤوكون » بحذر ،، لم تسقط أبدا طرواده .. بحصان محشو الجوف جنودا ،، بالليل المأخوذ على غره ،، بالحرية أو بالسيف ،، لم تسقط فى لحظة ضعف أو جبن أو خوف ،، لم تسقط إلا لما سقط «اللاؤوكون» ،، ألشعر ،، الشعراء ،، الكلمة ،، والتف العمل على الأعمى والطفلين ،، وعلى المخمورة طروادة .. طفت عليكم لأحذركم .. أن يحدث للابله منكم حسن النيه .. ماحدث لغيرى ولغيرى .. هانحن نموت فرادى .. تحت العجلات .. ومنا ياشتى لا تحصى فى كلمات .. غدرا ؟ .. أم عفوا ؟ .. أم صدفة ؟ .. أم أن الموت مع «الحرفة» .. أدركنا منذ الميلاد .. والشعر الموت .. والموت الشعر .. ؟! «هذى الحبالة قد ضمت جماعتنا .. فهل ينوص فتى منا فينفلت ؟»
..................
ياعمر احذر ..
* لاتذهب منذ اليوم إلى المسجد - فالنصل المسموم هناك - ينتظر الظهر العارى إلا مما يستر عوره .. - دارت للغدر الدورة - وأذان المئذنة الخنجر - لا تخطب يابن الخطاب على منبر - أتطيل سجودا ؟ ألقوم قياما وقعودا - مثل القرده - من خلفك لا عن إيمان - إن كان المسجد كالمذبح - فالمذبح كيف يكون ؟ - فسد الملح .. - وإذا الصلوات الكلمات الطعنات - للغائب والمجهول القبر وللجندى المجهول - والمطلول - أترى اشتق من الصلوات الصل - أم أن الصل اشتقت منه الصلوات؟ - ماذا لو نطق الأموات ؟ .. - إنا نعرف حين يوافينا الموت - لكن بعد فوات أوان - ما كنا نعرف من قبل وكنا نختار الصمت - لو أنا عدنا لنطقنا وبأعلى صوت - «ياسارية الجبل » ولو لم نتمم بعد صلاه - ماكان ابن الخطاب ليخرج عن نجوى الله - ماكان ليلتفت وراءه - لو لم يكن الجبل الخنجر - ياسارية يظهر الفرسان - فخروج ابن الخطاب عن النجوى - كان النجوى - كان صلاه .. - كان صلاة الخوف - خوف الطعنة فى ظهر الجيش - أما الطعنة فى ظهر عمر - فلعمر الله - وابن الخطاب يصلى ..
ويؤم صلاة .. ويكبر .. ياعمر احذر .. ومضى فى النجوى لا يلتفت وراءه لكأنا نهوى الموت نعانقه نبحث عنه . كأنا نحيا فى الموت لأنا لانحيا إلا حين نموت .. لكأنا نبعث ساعة نقبض .. أو يقبض فى الليل علينا .. وعرايا مثل الأطفال .. نأتى للدنيا كى نرحل .. عنها فى عرى الأطفال ! لم نرضع لكنا نفطم .. فى رحم الأم .. والحيض نزيف .. والمشنقة الأفعى .. الحبل السرى .. والثدى الحجر الأسود .. والكفن «اللفة» للموئد والمولد .. والفاسوخة بندول الساعة .. فوق الجبهة .. لو كنا نعرف أن الفرعون .. كالمثل الشائع يمسك من خطه .. ماكان الواحد منا خط الخط .. لو كنا نعرف أن الصوت دليل الصيادين .. ماكان البلبل منا غنى قط.. لو كنا نعرف ماكنا قلنا الشعر .. كنا أغلقنا التابوت .. قفص الصدر .. - مكرا بالمكر - على الكلمات ..
* لكن لا - مكتوب ليتم المكتوب - والمنطوق - أن القلب المقلوب - والمنطوق الاستنطاق - مكتوب فى اللوح المحفوظ - مكتوب بالقلم البوص - والحبر المستعمل منذ بناء الهرم الأكبر - والصحف الأولى .. البرديات - مكتوب فى أكفان المومياوات - والقلم مسله .. - ألف باء - ابجد هوز - حطى كلمن - فتحه وكسره وضمه ) - «هذى حروف اللفظ سطر واحد .. منها يؤلف للكلام بحور» - مكتوب ليتم المكتوب - أن الشعر نبوه - مادام العقل نبيا ..- مادام الشاعر ليس نديما ليس بغيا - ليس بكذاب لزفة - مادام الشعر صلاة لاحرفة - مادمنا نعرف حتى قانون الصدفة - مادام القلب العقل هو الصدفة - واللؤلؤة الكلمة لا الخنجر - ياعمر احذر - «انهاك أن تلى الحكومة أوترى حلف الخطابة أو إمام المسجد» .. - ياعمر احذر .. «وخالفك الناس فى مذهب فقلت على وقالوا عمر» - مكتوب ليتم المكتوب - لو كنا .. نعرف ماكنا قسنا الكتبا - فالكتب رموز مصطلح فى السر عليها - تعنى فى الظاهر أشياء فى الباطن تعنى أشياء - ولقد كنا نعنى بالظاهر .. دون الباطن مما نقرأ .. ماحذرنا أحد ماحل لنا ألغاز الكلمات .. ما اعطانا مفتاح الباب السرى الى العالم .. والعالم وكره ومغاره.. ومضى الآباء .. فى صمت .. للموت الصمت .. وإذا الكلمات رموز.. وفنون لغة الرمز.. كل الأشياء لغات .. كل الأشياء .. ألخط .. البنط ..اللون .. التنقيط.. الترتيب .. التبويب .. الزخرف .. العنوان الهامش .. والفهرس .. والتنقيط صنف الورق وقطعه.. عدد النسخ المنسوخة .. رقم الإيداع .. كل الأشياء لغات .. ما بالك بالمنطوق وبالمضمر فى صمت .. ولحبر الهيود فى درسه التو راة فن والهم التدبيل». لو كنا نعرف أنا يمكن أن نقرأ.. لكن لا نكتب شيئاً .. أو أنا يمكن أن نكتب .. لكن لا نرسم حرفاً .. أو أنا يمكن أن نرسم .. لكن لا نرسم ما يفهم .. أو أنا يمكن أن نرسم ما يفهم .. لكن لا نترك أثراً .. أو لونا أو حتى ظلا .. أو أنا يمكن أن نترك أثراً لكن ممحوا لا ينقصاه الغاوون .. أو لا ممحوا .. لكن رمزاً .. لو كنا .. لو كنا نعرف! لكنا ضيعنا أم الكلمة .. أم الرمز .. أم الألغاز بالغاز اللغز .. أم الألسنة الناطقة وغير المنطوقة .. والمكتوبة أو غير المكتوبة .. ضيعنا «اللوغاريتم» الكنز .. ضيعنا الهيروغليفية .. ضيعنا «الكود» .. الشفرة والمفتاح .. لكن بتاح .. مازال يصوغ الإنسان على عجلة فخار .. والأسلاف .. ماتوا غيظاً والعار .. أن يرثوا عنا العار .. يومى يرث الأمس .. أمس يرث اليوم .. وغدى يرث اليوم ويرث الأمس .. كيف يضيع الموروث بغير خيانة .. كيف ننام ومن ناموا منذ قرون .. مازالوا مفتوحى الأعين .. تحسبهم ظناً أحياء .. فتولى منهم رعباً ... وتولى فى الرعب فراراً .. «تنام أعين قوم عن ذخائرهم والطالبون إذا هم ما ينامونا» .. لو كنا .. لو كنا نعرف ..
. . . . . . . . . . .
ثمة نكتة ..
عن مجنون .. خط لنزلاء العنبر .. خطا .. فوق الأرضية .. ـ العاقل منكم من يعبر .. من تحت الخط !! وتسابق كل النزلاء .. وتسلخت الأوجه .. سالت أنهار دماء .. حتى غاب الخط .. هذا عصر عبور الخط الوهمى .. بالسفلى .. فى مستشفى الأمراض العقلية .. هذا سر السريالية .. الرمزية .. والربالية .. وجميع «مذاهب» هتك الكلمة ..
ـ للكارثة ثلاث علامات ـ قبل البركان الزلزال الطوفان ـ فيزوف هنالك ينتظر الآن ـ فى غيظ الصمت وصمت الغيظ ـ ألمعبد ملعب ـ كيف الملعب يا بومبى؟ ـ والملعب معبد ـ كيف يكون المعبد يا بومبى ـ فسد الملح ـ والنور الظلمة فمتى يغضب ـ يتفجر تاراً فيزوف ـ تتكلم «نيديا» ـ نيديا تتكلم! ـ نيديا العمياء اللاؤوكون ـ فى كل مدينة ـ أخذت فى الليل على غره ـ للكارثة ثلاث علامات ـ لا تنفض الأعراس ـ فى بومبى ـ ليل نهار ـ فى المعبد ليس يجف الدم ـ قربى فى المذبح للآلهة العطش للدم ـ الآلهة الكهنة ـ والآلهة تبارك تقدمه الكهنة ـ والكهنة من ثم تبارك ـ الذبح لا المذبوح ـ وطقوس الصلوات على سن الرمح ـ والكورس يحفظ دوره ـ يلعب دوره ـ نيديا تتكلم ـ للكارثة ثلاث علامات ـ لا تنفض الأعراس ـ فى بومبى ـ ليل نهار ـ الشارع فى الليل كسكة تيانة .. الإرجل تتزحلق فوق النور المعكوس على الأسفلت ـ لكان الأرض مرايا من بللور ـ فتأمل وجهك فى المرآة السوداء ـ وارفع رجليك، ترى بالإست سماء ـ غير سماء الله ـ فسماء الله نراها بالعينين ! ـ الحانوت يجنب الحانوت ـ والفترينات ـ ملأى بالأحذية وكل الناس حفاه ـ ينتظرون الحانوتى ـ واللحاد ـ نيديا تتكلم ـ لاتجدى الأسوار وخلف الأسوار الفيران ـ فى موكب أصحاب السلطان ـ القصر العالى يفش للعازى القادم من بعد ـ ما خلف الأسوار ـ الحمامات تعرى العورات ـ كالفترينات ـ تستجدى ثمن العار .. ـ تغتسل النسوة وتظل تفوح ـ رائحة العهر ـ عبر الأسوار ـ فيزوف يرى يسمع ويشم ـ لكن فى صمت ـ الميزان هنا مخمور يترنح ـ العدل هنا مشنوق يتأرجح ـ بومبى تصير بلا عقل ـ فليرحل عنها العدل ـ لم يعد المتهم بريئاً حتى تثبت أية تهمة ـ متهم أى برى، لم تثبت بعد له أى براءة ـ فليرحل عنها العدل ـ وليلعب دور القاضى فى الحلبة وحش ـ لن يأكل بالطبع بريئاً ـ فليفصل فيما بين برىء أو مذنب ـ ياو حش الحلبة رحماك ـ إنا نلتمس العدل ـ فسد الملح..
. . . . .
نيديا تتكلم .. بومبى الحانوت القصر الحمامات .. بومبى العهر الفحشاء اللوطية .. بومبى الكهنوتية .. الكفر .. الترف .. الأيدى القفازات .. بومبى الطبقات الراقية .. الهاى لايف .. والهاى هاى .. والهاى داون .. بومبى الملعب والمسرح والسيرك .. سفن اللهو المفروشة .. فوق البحر الفضى اللبنى .. وزوارق صيادى «الغلمان» .. والنسوان .. نيديا تتكلم .. للكارثة ثلاث علامات .. حين يصير الحب محالاً .. ـ ويصير الحب محالاً .. حين نضل الدرب إلى الله الكلمة .. وكما تفضى كل دروب العالم يا بومبى لروما .. تفضى كل دروب الكون إلى الله الكلمة ـ لا تبنى بالعهر مدينة .. لكن بالحب .. فإذا كان بديل الحب الإكسير .. إكسير الحب الزائف .. وحبوب المنع من الحب .. المحشوة سما .. غدراً .. حقداً .. حين يصير المعهر حلال .. وعلى المكشوف .. عينى عينك .. فلتتكلم يا فيزوف .. نيديا تتكلم .. حين يصير السحر .. فى بومبى بديل العلم .. ويصير السحرة فينا كهنة .. سوف يصير الكهنة آلهة فينا .. وتصير الكلمات دبائح .. ودخاناً.. وبخوراً .. وطقوس .. ورموزاً لا يفهمها إلا الخونة .. من رهط الماكر طرطوف .. لا تبنى بالمكر مدينة .. فلتتكلم يا فيزوف .. نيديا تتكلم .. حين يكون البصراء .. عميان القلب .. حين يكون العميان .. بصراء القلب .. ويضيع الصوت القلبى .. فى الليل المخمور المهتوك المأخوذ على غره .. وتصير الكلمات لبانه .. فى شدق الداعر واللوطى .. ويصير الشرف خيانة .. حينئذ يتكلم فيزوف .. يهتز الملعب ينهار .. هاقد صارت بومبى .. صارت ماذا؟ .. لم يترك غضب البركان .. منها شيئاً .. ليصير إلى شىء آخر .. إلا نيديا .. لكن نيديا أين؟ .. ضاعت نيديا فى الليل الأسود .. ضاعت أين؟ ضاعت كيف؟ ليس يهم .. لا تسأل عنها منذ اليوم .. «لا جدوى منها بعد اليوم لهذا العالم»!. جاءت .. قالت .. ضاعت .. تاهت فى الغمر .. لكن تركت كلمات .. أطلقها فيزوف قنابل .. هل بنيت فوق البركان .. بومبى العهر .. أم أن العهر ببومبى .. صنع البركان .. أهيولى من قبل الصورة أم صورة .. من قبل هيولى ؟ .. ووجود قبل الماهية .. أم ماهية .. قبل وجود؟ .. والشكل أم المضمون .. لم تفصل نيديا فى الأمر .. تركته لمن ولى الأمر .. «لا تولوا أموركم أيدى الناس إذا ردت الأمور إليكم» كانت نيديا .. اللاؤوكون .. طيفاً فى الليل الأسود .. كانت وعداً ووعيداً ونبوءة .. كانت صوت الإنسان .. الشاعر .. صوت الشعب .. ولهذا سوف تعود غداً أو بعد الغد .. حتماً ستعود..

* * *
« ـ لا تغتروا بالخيل الخشبية ـ وجب عليها شق البطن وكشف الخلفية ـ ما أبشع ما تخفيه المرآة الفضية ـ وجهاً والكحلية ـ ظهراً .. مثل مجن ـ نحن المقلوبون أم المرآة المقلوبة؟ ـ لم تحسم نيديا الأمر .. ـ لم تحسم أشياء كثيرة ـ مثلاً .. مثلاً .. ـ الإنسان اليوم القرد ـ لكن بقناع الإنسان ـ والعالم كل العالم سيرك والترويض ـ متروك للخبراء الكهنة ـ والكهنة فى ميزان الشعر على وزن الخونة ـ ولهذا لا يتفق اثنان ـ الشعراء مع الكهان ـ والحرب سجال .. ـ ولكن دوريان ـ هل فسد لأن الصورة ـ فسدت .. أم حدث العكس؟ ـ أم أن الباطن أصبح فى الصورة ظاهر ـ والظاهر فى دوريان باطن؟ ـ أم أن الصورة كانت مرآة مقلوبة ـ أم معكوسة ؟ .. ـ لم تحسم نيديا لا الأمر ـ أم كان جميل الصورة دوريان ـ محض حصان خشبى ـ محشو قبحاً وبشاعة ـ والصورة محض قناع؟ .. ـ نيديا تذكر سيدنا يوسف ـ لا أدرى فى الحق لماذا؟ .. لكن دوريان ـ كان يقدم من الخلف .. ـ هذا فى النص مؤكد ـ لوطياً كان بغير جدال ـ فإذا كانت صورته محض قناع ـ كان جميل الصورة يحيا بقناعين ـ يؤتى من قبل ودير ـ بالصورة والوجه الأصلى الصورة ـ محض حصان خشبى ـ وإذا كان جميل الصورة يحمل رأساً مزدوج الوجهين ـ كان الباطن أحد الوجهين ـ والظاهر كان الوجه الآخر ـ أيهم كان الباطن أيهما كان الظاهر ـ الصورة أم وجه جميل الصورة دوريان ـ أم باطنة الصورة ـ لم تحسم نيديا الأمر ـ وإذا كان الباطن صورة ـ والظاهر أيضاً صورة ـ فلتنتحر الصورة ـ كى ينقلب جميل الوجه على ذاته ـ فيعود لجنس القردة ـ أنا لا أفهم شيئاً ـ هل يفهم أحد شيئاً؟..
* * *
مادام الشعر لديهم رمزاً لا نفهمه نحن .. حتى بعد الجهد وبعد الإعياء .. وعلى هذا اتفقوا فيما بينهم سراً .. أن يفهم بعضهم البعض وألا نفهم عنهم نحن .. مادام الأمر كذلك .. «وهو كذلك» ! وعلينا أن نعطيهم درساً فى ملعوب الرمرية .. والشفرية .. كى لا يعرف أحد منهم رأسه .. من قدميه .. ولنبدأ من ملعوب الصمت .. كيف نقول .. بالصمت الحكمة .. إن الله الكلمة .. «وما جدل الأقوام إلا تعلة مصورة من باطل متوهم»
. . . . . . .
الموت أمامى واحتى العطش .. للعطشان .. فمتى أرحل؟ . لا أسألكم كفنا .. أو جرعة ماء أو لقمة .. أو إحسان .. أو حتى نعيا فى «جرنان» .. يقرأ صدفة .. فى مرحاض .. لكن أسألكم باسم «الكلمة» .. باسم ابن الخطاب .. أن تلفتوا دوماً للخلف .. وتعطوا الظهر إلى المحراب .. لتكون جميع الصلوات .. صلاة الخوف .. مادام الأعداء هنالك .. بالزرد اللامع والسيف ..
وختاماً .. قال مؤرخ : «.. وإلى جانب هذا عنوا (المماليك) بالحركة الأدبية، فرفعوا من شأن ديوان الإنشاء.. وأسندوا العمل فيه لأكابر الأدباء .. وحافظوا على اللغة العربية يجعلها اللغة الرسمية . ومع عنايتهم يتشجيع العلم والأدب والتأليف فيهما ... وتغرب الشعراء إذ لم يتوافر لهم الحس اللغوى الذى ساعدهم على تذوق الأدب .. فحرم الشعراء على عهدهم الصلات .. فاضطروا أن يتكسبوا عن طريق الحرف والصناعات الأخرى فكان منهم الجزار والوراق والحمامى والدهان والكحال ..»
************************

الحـــذاء

الحـــذاء
أنـا ابن الشـــقاء ربيب (الزريبــة و المصطبــة) وفى قـريتى كلهم أشـــقياء وفى قـريتى (عمدة) كالاله يحيط بأعناقنــا كالقــدر بأرزاقنـــا بما تحتنــا من حقول حبــالي يـلدن الحيــاة وذاك المســاء أتانـا الخفيـر و نـادى أبي بأمر الالـه ! .. ولبى أبي وأبهجانى أن يقــال الالـه تنـازل حتى ليدعـو أبى ! تبعت خطــاه بخطو الأوز فخورا أتيــه من الكبريــاء أليس كليم الالــه أبي كموسى .. وان لم يجئـه الخفــير وان لم يكن مثــله بالنبي وما الفرق ؟ .. لا فرق عند الصبى ! وبينــا أسير وألقى الصغار أقول " اسمعو ا .. أبى يا عيــال دعــاه الالــه " ! وتنطـق أعينهم بالحســد وقصر هنــالك فوق العيون ذهبنـا اليه - يقولون .. فى مأتم شــيدوه و من دم آبائنا والجدود وأشــلائهم فموت يطــوف بـكل الرءوس وذعر يخيم فــوق المقــل وخيــل تدوس على الزاحفــين وتزرع أرجلهــا فى الجثت وجداتنــا فى ليـالى الشــتاء تحدثننا عن ســنين عجــاف عن اللآكلين لحـوم الكلاب ولحم الحمير .. ولحم القطط عن الوائـــدين هناك العيــال من اليــأس .. و الكفر والمســغية " ويوسف أين ؟ " .. ومات الرجاء وضــل الدعــاء طريق الســماء و قــام هنــالك قصر الالــه يــكاد ينــام على قـريتي - ويــكتم كالطود أنفاســها ذهبنــا اليــه فلما وصــلنا .. أردت الدخول فمد الخفــير يدا من حـديد وألصقنى عند باب الرواق وقفت أزف أبى بالنظــر فألقـى الســـلام ولم يأخذ الجالسـون الســلام ! ! رأيت .. أأنسى ؟ رأيت الاله يقوم فيخلع ذاك الحـذاء وينهــال كالســيل فوق أبى ! ! أهـــذا .. أبى ؟ وكم كنت أختــال بين الصغــار بأن أبى فــارع " كالملك " ! أيغدو ليعنى بهــذا القصر ؟ ! وكم كنت أخشــاه فى حبيـه وأخشى اذا قـام أن أقعـدا وأخشى اذا نـام أن أهمســا وأمى تصب على قدميــه بابريقهــا وتمســح رجليــه عند المســاء وتلثم كفيــه من حبهــا وتنفض نعليــه فى صمتهــا وتخشى علــيه نســيم الربيــع ! أهـــذا .. أبى ؟ ونحن العيــال .. لنا عــادة .. نقول اذا أعجزتنا الأمور " أبى يستطيع ! " فيصعد للنخـلة العـاليـة ويخـدش بالظفر وجــه السـما ويغلب بالكف عزم الأســد ويصنع ما شــاء من معجزات ! أهـــذا .. أبى يســام كأن لم يكن بالرجــل وعـدت أســير على أضــلعي على أدمعى .. وأبث الجــدر " لمـاذا .. لمـاذا ؟ " أهلت الســؤال على أميــه وأمطرت فى حجرهــا دمعيــه ولكنهــا اجهشــت باكـيه " لمـاذا أبى ؟ " و كان أبى صــامتا فى ذهول بعــلق عينيــه بالزاويـة وجـدى الضــرير قعيـد الحصــير تحسسنى و تولى الجـواب : " بنى .. كذا يفعل الأغنيــاء بكل القرى " ! كــرهت الالــه .. وأصبح كل اله لدى بغيض الصعر تعلمت من بومهــا ثــورتي ورحت أســير مع القـافلة على دربهــا المدلهم الطــويل لنلفـى الصــباح لنلقـى الصــباح

التراجيديا الانسانية

التراجيديا الانسانية

(1) حب .. وبحر .. وحارس
كانوا قالوا : " إن الحب يطيل العمر " حقا .. حقا .. إن الحب يطيل العمر ! ! حين نحس كأن العالم باقة زهر حين نشف كما لو كنا من بللور حين نرق كبسمة فجر حين نقول كلاما مثل الشعر حين يدف القلب كما عصفور .. يوشك يهجر قفص الصدر .. كى ينطلق يعانق كل الناس ! كنا نجلس فوق الرملة كانت فى أعيننا غنوة لم يكتبها يوما شاعر .. قالت : - .. صف لى هذا البحر ! - يا قبرتى .. أنا لا أحسن فن الوصف - واذن .. كيف تقول الشعر ؟ ! - لست أعد من الشعراء أنا لا أرسم هذا العالم بل أحياه أنا لا أنظم إلا حين أكاد أشل ما لم أوجز نفسى فى الكلمات هيا نوجز هذا البحر - كيف .. أفى بيت من شعر ؟ - بل فى قبلة ! ! عبر الحارس .. ثم تمطى .. " نحن هنا " ! ومضى يلفحنا بالنظرات " يا حارس .. أنا لا نسرق يا حارس يا ليتك تعشق يا ليت الحب يظل العالم كله يا ليت حديث الناس يكون القبـلة يا ليت تقام على القطبين مظلة كى تحضن كل جراح الناس كى يحيا الإنسان قرونا فى لحظات " ومشى الحارس .. قالت " أوجز هذا البحر " ! كان دعاء يورق فى الشفتين - يبدو أن الحارس يملك هذا البحر يكره منا أن نوجزه فى القبلا ت ! - فلنوجزه فى الكلمات .. أترى هل يملك أن يمنع حتى الكلمة ؟
(2) سر الكلمة
- قبرتى .. لا يعلو شىء فوق الكلمة كانت مذ كان الإنسان كانت أول .. كانت أعظم ثورة ! كانت تعلو منذ البدء على الأسوار تسخر من كل الحراس تخرج مثل شعاع الفجر وهم نوام خرجة " بطرس " يوم أفاقوا حاروا " أين الكلمة " ؟ خرجت تأسو كل جراح الناس أو " كمحمد " .. ليلة شاءوا يا قبرتى قتلهثم أفاقوا حاروا " أين الكلمة " ؟ خرجت تمشى بين الناس الدعوة وكسقراط .. شرب السم ولكن عاشت منه الكلمة " اعرف نفسك " أو كيسوع .. مات ولكن أسلم للأجيال الكلمة " اللّه محبة " وكأخناتون قد أكلته النار ولكن .. عاشت رغم النار الكلمة .. أبدا لم يحرقها الكهنة ومشت بين الناس " سلام يا آتون ! " هل يمنع سد هذى الموجة .. من أن ترقص فوق الشط ؟ ! دوما سوف يزول السد لترقص فوق الشط الكلمة هذا يا قبرتى سر الكلمة
(3) ملكوت الأرض
يا قبرتى .. بعدت ععنا عين الحارس هيا نوجز هذا البحر مهلا .. مهلا .. هل تبكين ؟ يا قبرتى هل تبكين ؟ مسحت دمعا كان ينام على تفاح الخد مثل دموع الصبح تنام على أوراق الورد " شوفى .. شوفى العصفورة !! " ضحكت مثل الطفل وقالت : - يا عصفورى .. لست صغيرة ! - ليت الناس جميعا كالأطفال ! والحق أقول .. لن ندخل فى ملكوت الأرض ما لم نرجع يا قبرتى كالأطفال - قل لى .. ما ملكوت الأرض ؟ - كان قديما فى السموات يدعى يا قبرتى " الجنة " . . . . . . . . . . . . دانت للإنسان الأرض ! أوغل فيها .. خاض بحارا سبعة شق صحارى سبع ذاق الويل لاقى كل صنوف الهول جاع .. تعرى .. علق فى السفود شرد .. طورد .. سمر فى الصلبان كتف .. ألقى للنيران مات مسيح يا قبرتى بعد مسيح لكن لم يمت الإنسان ! كيف يموت .. وهو يرص الطوبة فوق الطوب يبنى فى الأرض الملكوت يصنع يا قبرتى الجنة .. ؟ ! يا كم رفع سزيف الصخرة يا كم سقطت منه المرة بعد المرة لا .. لن تيأس يا سيزيف يوما سوف تقر هنالك فوق القمة تهتف منها فى البشرية : لا صلبان ولا أحزان شبع الجوعى شفى المرضى قام الموتى أبصر فى الأرض العميان فتحت أبواب الملكوت .. ما قد صعد إبن الإنسان للحرية
(4) العرس و المآتم
- يا عصفورى .. ما يبكيك ؟ مسحت شيئا فى خدى وقالت : " شوف العصفورة " ثم ضحكنا كالأطفال حين أفقنا كانت توشك عين الشمس تغرق فى أحضان البحر - يا قبرتى .. كنا نعبد عين الشمس كانت رمزا .. كانت ربا يدعى " رع " يركب كل صباح قارب يضرب فى السموات ويفرش فوق الأرض النور أبدا لم تخنقه الأفعى أبدا لم تنتصر الظلمة ظل القارب يقطع هذى الرحلة يسقط كل مساء فى أحضان البحر ثم يعود فيولد كل صباح رغم الأفعى ! كنا نعشق منذ البدء النور نولد فى ميلاد الشمس قولى يا قبرتى عرس نفرح .. نجرى للغيطان نرقص .. نهتف كالأطفال " المجد لعينك يا رع الملك لعينك يا رع الأرض بساطك يا رع العالم عرشك يا رع فلتحرق بالنور الأفعى ولتنشر فى البحر شراعك ولترضع بالدفىء البذرة ولتحضن أمواج الحنطة ولترع جميع الغيطان ولتكشف درب الإنسان المجد لعينك يا رع الملك لعينك يا رع " ! كم صلينا .. كم غنينا كم صورنا يا قبرتى هذا القرص - أنظر .. ها قد غاب القرص .. يا عينى .. قد غاب القرص ! - كنا نحزن عند مغيب الشمس نبكى .. نندب .. قولى مأتم كانت هذى الأرض تموت حين تنام عليها الظلمة كالتابوت تلك الأفعى كنا نحمل موتانا للجبانة تلقيهم فى جوف " الغرب " أهنالك شىء فى الغرب يأتينا ليسر القلب " .. ذهبت مثلا
(5) صلات للموتى
كم صلينا يا قبرتى للأموات : " رب الموتى أوزوريس ارحم موتانا يا رب فلكم ناحوا لمـا مـت ولكم فرحوا لما قــمـت بأسم دموعك يا إيزيس بأسم شبابك يا حوريس أرحم موتانا يا رب .. كم كانوا يخشون الغرب ! ضميهم يا أرض إليك كم رقصوا يا أرض عليك كم قطفوا اللوتس والبردى من كفيك كم عشقوا .. غنوا للحب كم صلوا فى عيد الخصب كونى يا أرض وشاحا فوق الموتىكونى يا أرض جناحا فوق الموتى كونى يا أرض سلاما فوق الموتى ما أقسى الأرض على الموتى .. يا قبرتى .. ما أرحمها بالأحياء ! وإذا الحارس يزعق " قوموا يا أموات ! " فتل الشارب .. زمجر .. حمر من عينيه قلنا نقفل بابا تأتى منه الريح ! قمنا نبطىء فى الخطوات .. ثم وقفنا .. قالت وهى تصيح : - هل تسمع دقات الساعة ؟ - ماذا تلهمك الدقات ؟
(6) أغنية للدقات
قالت وهى تغنى للدقات : الدقة الأولى " الساعة يولد انسان " الثانية " ويموت الساعة انسان " الثالثة " والعالم ليس بملآن " الرابعة " بل ليس القبر بملآن " الخامسة " مازال سؤالك يا هملت " السادسة " أضحوكة ذاك الحفار " السابعة " أوغلنا .. جبنا الأفلاك " الثامنة " خضناها مثلك يا رع " التاسعة " وصنعنا للرحلة قارب " العاشرة " لنجب شراعك يا رع " الحادية عشر " أيظل الإنسان يموت " الثانية عشر " حتى فى عصر الأقمار " ؟
(7) الشعر و العالم
سكتت حتى مسحت دمعا كان ينام على التفاح سألت فى صوت الكروان : - ماذا تلهمك الدقات ؟ قلت وفى عينى طموح للأقمار : - العالم فوق الشعراء فليعل الشعر إلى العالم أو فلنصمت

اقرأ يا شيخ قفاعه

اقرأ يا شيخ قفاعه

اقرأ يا شيخ قفاعه
جرنان آخر ساعه
مش جرانين البورص
وانا ابقى احلق ذقنى إن ما كنتش ترقص
لأ " دار اخبار اليوم "
إقرأ وشوف الالبوم
شوف الدكتور العرص
أَلْعَنْ مِنْ العن بُرْصْ
أحّوه على علم النفس
يا بلدنا وأحَّه يا كـس
ومباحث هلـس ف هلـس
والولس مغطى الولس
طب يبقى ف ايه البحث
والوش صبح فى الفلس
يازمن داير بالعكس
الطب عليه الاكس
اتفوه واتفو واتفو
والسح ادح امبوه
النجده يا خلق يا هوه
أحوه أحوه أحوه
إقرأ يا شيخ قفاعه
جرنان آخر سـاعه
شوف الدكتور التور
فى الخانكه امبراطور
عينك ما تشوف النور
شوف الدكتور جزار
طالع نازل منشار
واقف للناس زنهار
وفى ايده الحقنه ساطور
والحقنه تهد الحيل
لو كانت حتى ف خيل
فما بالك بالانسان
آه من لدغ التعبان

إقرأ يا شيخ قفاعه
جرنان آخر سـاعه
شوف الدوله الشماعه
فاتحه للموت دكاكين
مليانه معتقلين
بتسميهم مجانين
شوف العلما المساجين
وعباقره ومدفونين
والشعرا المدبوحين
وألوف الفنانين
واولادنا المخطوفين
فى السجن بنات وبنين
واتفرج ع الزنازين
عمال على فلاحين
متقلـش علب سردين
والطلبه المصلوبين
حتى ولادنا الظباط
ميهمش جيش وبوليس
متاخدين تحت الباط
لقضاهم فى الكواليس

إقرأ يا شيخ قفاعه
جرنان آخر سـاعه
مش جرانين البورص
يا عرايا شتاكم صيف
م الضرب ياوش الضيف
والكرباج زى السيف
دفايه فى عز البرد
ولا حَوْجَهْ يا برد لحد
شوف الكرم المعكوس
اللقمه عايزه غموس
غمسها اعملها لبوس
وعطاشا مدد يا حسين
يا ديابه الميه منين
يا حلاوه على الجازولين
طب ما هو هوه الغسْـلين
يا اللى نسيتوا القرآن
وتاجرتم بالايمان
يا حلاوه على النازيه
بقناع الاشتراكيه
ما هى الصهيونيه
والحيه هى الحيه
والخيه هى الخيه
والشعب غنم متباعه
بالراس ولا فيها شفاعه
والخطف علينا مقاوله
والقبض علينا مقاوله
والقتل علينا مقاوله
وعصابه واسمها دوله

أشكول احمد أشكول
عثمان أحمد عثمان
عثمان يعنى التعبان
بالفصحى ومين ها يقول
والباطل فن وكار
وسياسه نيك افكار
والبسوا خوازيق وازبار
واتفرجوا ع الاوكار
ها تلاقوا هناك رجاله
كانوا زى الخياله
وخادوهم ف القياله
وروهم ويل الويل
ويا ليلى يا عين يا ليل
مبروك على اسرائيل

إقرأ يا شيخ قفاعه
جرنان آخر سـاعه
أحّوه من هتك العرض
ووراها هتك الارض
واتفضل يا كسّينجر
الأرض امان وبراح
خياط من ماركة سينجر
سواح فى النيك سواح
من موسكو لتل ابيب
لواشنطون للمحروسه
غير اللى فى علم الغيب
والباميه اخت الكوسه
خد منّى ياما خدت
كس امك محشى فت
يا بلاد الهوى يا بلاد
يا بلاد النجوى فؤاد
يا لوالب فى الاكساس
يا كواكب جوه لباس

وإقرأ يا شيخ قفاعه
جرنان آخر ساعه
مش جرانين البورص
لأ دار اخبار اليوم
إقرأ وشوف الألبوم
إقرأ ورقة اكتوبر
واحلم بالعام الفين
ومعادنا تمام اكتوبر
فى سرايا للمجانين
مناخوليا وزى القوطه
ورخاء واشنق بالفوطه
واستنى لعام الوفات
مليون بعد الالفين
وها تبقى تلات ورقات
ولهم فى النيك تفانين
وبدال كسـينجر كـس
ويا زيد خد مطرح عمرو
والصُّرم بدال الكس
والسمع يا صاحب الامر

إقرأ يا شيخ قفاعه
جرنان آخر سـاعه !!

يا نيك يا نيك يا ليل ..
يا نيك يا نيك يا عين !

وادى وصله بالفصحي
يا شعب قوم واصحى
وعجبى !

أفكار جنونية فى دفتر «هملت»

أفكار جنونية فى دفتر هملت
ملحوظة - التضمينات النثرية الواردة. هنا مأخوذة من نص-«هملت»- ترجمة الصديق الأستاذ الدكتور عبدالقادر القط
أيضاح تمهيدى : ظل المؤرخون والمحققون والدارسون يبحثون قروناً عن «دفتر» هملت الذى أشار إليه شكسبير فى المشهد الخامس من الفصل الأول حتى يمكن حل «لغز» هملت المحير والمعجز وحسم الخلافات المستمرة والمعارك الموسمية حوله .. وبعد جرد ومسح المكتبات العامة والخاصة وكذلك مكتبات الجامعات والأكاديميات والصالونات والأديرة فى جميع أنحاء العالم يئس الجميع من العثور على مخطوط الدفتر حتى ولو فى صورة منسوخة أو ممسوخة أو مشوهة أو مختصرة أو محرفة أو متحولة أو مطبوحة أو مصنوحة أو مدسوسة أو مزورة .. كما يحدث عادة وبطريقة منظمة ومدروسة لكنوز التراث الإنسانى المهدد دائماً بالطوارىء الخفية والدورية .. ورغم هذ تمكن كاتب هذه السطور بطريق الصدفة والحظ وبركة دعاء الوالدين من أن يعثر على نسخة موثوق بها من الدفتر المنشود .. أما لماذا يوثق بها فلأنها النسخة الوحيدة فى العالم من ناحية .. ومن ناحية أخرى فعلى من ينكرها أو يشك فيها أن يرجع بها على المرحوم شكسبير نفسه! ولهذا نورد الدفتر هنا بنصه «وبلا هوامش» ـ خاصة وقد انتشرت الدفاتر والهوامش فى عصرنا هذا الحجرى العاشر ـ ونرجو أن يجد فيه المؤرخون والمحققون والدارسون والطلبة ما يمكن أن يكون مفيداً ..
الفصل الأول
المشهد الخامس
هملت ـ دفترى : لابد أن أثبت فيه هذا : (يكتب) «يستطيع المرء أن يبتسم ويبتسم .. ويكون نذلاً .. هكذا فى اعتقادى على الأقل يمكن أن يكون الحال فى الدنمارك»! من يتزوج أمى .. يصبح عمى .. تلك معادلة صعبة .. هذا حق .. وبلا شك .. لكن ما أسهلها فى الدانمرك فإذا كان العم تزوج أمى، أصبح عمى أس اثنين بلغة الجبر! فهو العم أخا لأبى وبحكم الدم، وهو العم .. كزوج الأم، فيها الواحد، معنا واحد . (واحد + واحد ـ واحد) باقى واحد. وهو أبى؟؟ باقى؟ أين؟ أين أبى وإذن عمى اثنان .. (واحد + واحد ناقص ..) لكن هذا الناقص زائد، وإذن واحد، داخل واحد. عمى اثنان وواحد، يعني عمى كل أبى، أى كتابة .. فى الدانمارك كأى «حسابه».. فيم إذن دوران الرأس، فى ساقية الفلسفة .. اللغو المكذوب، وجع القلب من المكتوب وغير المكتوب؟؟ ما من شىء فى الدانمارك، يحدث صدفة.. كل المنسوب إلى الصدف مدبر .. كى يبدو من فعل الصدفة .. يبقى أن المنسوب لغير الصدفة، فى الدانمارك هو الصدفة، وإذن فهو مدبر.. كى لا يبدو صدفة .. وهو هنا المطلوب .. إثباته؟
***************************************
عمى أكل أبى، فأبى داخل عمى، يعنى عمى يلبس جلد أبى، بالمقلوب.. يعنى أصبح شبهه، أصبح شبحه، أصبح يلعب دوره، فوق المسرح! وأبى يلبس عمى، بالمقلوب، يعنى أصبح شبهه، أصبح شبحه، أصبح يلعب دوره، فى الكالوس.. يا هملت قلب الناموس، فإذا الآب العم، وإذا العم الأب، سقطت فى الهاوية الأم، فهى تحب الأب فى العم، فمن «الشبح» إذن؟! عمى؟ .. أبتى؟ .. أم كان «الشبح» اثنين معاً، كالعرش عليه اثنان؟ ألهذا قال الشيخ الموتور، الماسور بجوف التنور، والطالب ثأره
الشبح ـ لكن مهما تكن وسيلتك إلى هذه الغاية : فلا تلونن فكرك.. ولا تدع نفسك تدبر أى مكروه لأمك
؟؟ ... ؟؟ ... ؟؟
حتى بعد خيانتها؟؟ إن نغفر حتى للخونة، ممن يمكن أن نثأر..؟؟ أم أن الغفران على الشهداء.. كما الموت مقدر؟؟ يا أبنى أقسم أن أغفر... فالغفران خطيئة .. حين يكون الغدر براءة! أم يعلم هذا الشبح بأن الأم خانته لأن العم شبيهه، فالعذر هنا جد مخفف، وهو توافر حسن النية؟ أم يعبث بى؟ أو ليس القائل من لحظات
الشبح ـ آه يا هملت: .. لشد ما هوت! .. تتركنى أنا وقد كان حبى لها من ذاك المستوى
أم يتحتم مهما كان الجرم، مما قد ترتكب الأم.. حتى السقطة فى هاوية خطيئة، ألا نخطىء نحن ونسقط.. كى نجزيها بالمكروه؟ .. آها أبتى؟
الشبح ـ دعها للسماء.. ولتلك الأشواك المستقرة فى صدرها.. تخزها وتوجعها
نادمة أمى والندم التطهير، والتطهير، يتضمن معنى التكفير. الندم دليل براءة، لا يندم من كان خئونا بالطبع، لا تدميه الأشواك ، لا تخز الأشواك وتوجع، غير «المتورط» فى السقطة! من منا لم يسقط مرة..؟ من منا من غير خطيئة، مرحى .. مرحى .. أمى الخاطئة بريئة .. مرحى يابله لأشباح! بلهاء كل الموتى .. بلهاء .. أم يخفى الشبح الحاقد عنى شيئاً، شيئاً لا يعرفه إلا الموتى.. وخصوصاً من ماتوا قتلى؟! أو لم يلمح للأسوار الأبدية .. تلك المحجوبة عنا نحن الأحياء، والمكشوفة فى الوجه الآخر للكون؟
الشبح ـ لكن هذه الأسرار الأبدية: لا ينبغى أن تنكشف لأذنين من لحم ودم
أهناك إذن آذان، من غير دم أو لحم؟ فهناك إذن عينان وعقل للروح! ثمة أسرار لا تدركها إلا الروح، ـ يالروحى النبيئة! فلماذا لا تدركها روحى، وهى معى حياً أو ميت؟ أم أن الحى هو الميت والميت حى؟! العالم يهفو لنبى!؟ أأبى حى؟ أأبى ميت؟ أم ماذا؟ .. يا وجع القلب! لو أملك أن أبدل كل الأسماء .. لأسمى كل الأشياء، وكأنى أخلقها خلقاً آخر، سميت الفلسفة .. النقمة، اللعنة .. لا حب الحكمة! أم أمى سقطت مغتصبة، وبرغم الأنف، والأنف يمرغ فى الطين، فى المرحاض، لكن يلجمها الخوف! والخوف دليل براءة! أعرف أمى، أمى لا يمكن أن تسقط، خوفاً.. بل تسقط مسبية.. أو مكتوفة، أو مخطوفة، أو نائمة .. أو معمية، وأبتاه! أوشك أجزم أن السم، كان معدا لردى العم، ويعلمك أمى، لكن ـ وبحكم الشبه السابق إثباته ـ أخطأ للعم طريقه! مرحى .. مرحى .. حتى الأرواح تمارس فن الخبث حتى الشبح قناع
الشبح : لقد قيل للناس إن حية لدغتنى وأنا نائم فى بستان لى . وهكذا خدعت بقصة موتى الرائفة كل آذان الدنمرك خدعة بشعة لكن فلتعمل أيها الفتى النبيل أن الأفعوان الذى لدغ أباك فى حياته يلبس الآن تاجه!
لنقل فرضاً.. قتل أبى بدلاً من عمى عرفت أمى لكن بعد فوات الوقت سقطت أمى فى فخ الصمت تكشف للدنمرك الخدعة؟! سوف يكون العم الحى شهيداً بطلاً .. ملكاً للدنمرك وتضيع حقوق ولى العهد! ليس يجوز لملك أن يغتال آخاه وإذا كان لملك أن يعتال أخاه فهو قمين أن يغتال الشعب! وابن الملك الغادر سوف يكون الملك الغادر بعد أبيه! الدنمرك تحب الغدر شرط يظل السر ببئر أما حين يفوح: يجاوز حد القصر فهى تكون مثالاً للطهر تغضب غضبة رجل واحد! بقى الفرض الثانى ـ وهو الصمت المفروض ـ فعلت أمى هذا ـ سقطت فى الهاوية بريئة ـ بالمنطق كيف يبرر حتى نتن خطيئة : ـ ثمة يا أبتاه خطيئة ـ لكن من منا لم يسقط! ـ الإنسان سقوط : ـ أو ليس الميلاد سقوط : ـ فى هاوية العالم ـ ولهذا تقلبنا القابلة المشئومة ـ تمسكنا من قدمينا زرع بصل ـ فنرى العالم معدولا ـ ونعود فنقف على القدمين ـ لنرى العالم مقلوباً : ـ أم نقلبنا البومة كى لا نعرف أن العالم يقف على رأسه؟ ـ سوف أسجل فى دفترى الأسود ـ يمكن أن تسقط أم ـ وتظل الأم! ـ وقبيح بالأبناء هوان الأم: ـ سمعاً .. سمعاً .. يا أبتاه : ـ فإلى نهر النسيان! ـ لا كى ننسى ما قلناه ـ لكن كى نصطاد من النهر ـ ما نحن نسيناه! ـ قال الملك وبعد التتويج
الملك : ـ اتخذنا زوجاً من كانت زوج أخى من قبل، وملكيتنا الآن، وشريكتنا على عرش هذه الدولة المتهيئة للحرب
ما كنت رأيت الشبح ولا كلمته ـ لن انسى هذى الملحوظة: ولكى أستيقن من أنى لن أنساها ـ سوف أسجلها فى الدفتر ـ بالقلم الأحمر ـ «ما كنت رأيت الشبح ولا كلمته» ـ لكن بالروح نبية : ـ ولقد جاء التتويج سريعاً ـ هذا مقبول .. ـ وبحكم العادة يحدث ـ فى الدنمرك وغير الدنمرك ـ : ـ لا شىء هنا يبدو للعقل غريباً : ـ لكن زواج الآخ من أرملة أخيه ـ أمر بأباه الله ـ فى الدنمرك : ـ ما يأباه لله ـ تأباه الدنمرك ـ مفروض هذا: ـ فلماذا لم تغضب غضبة رجل واحد .. ـ ضد زواج قد حرمه الدين؟! ـ أم أن الدنمرك ـ تضع الملك على عرش الله ـ والله على العرش الملكى ـ هذى نقطة : ـ تثبت أن الدنمرك ـ لا يعنيها ما يعنى الله! ـ محض نفاق .. ـ هذا دين الدنمرك ـ ويجوز الخوف، كما الجم أمى،
فغدت فى القتل شريكه وغدت فى العرش شريكه وبقيت ولى العهد الجيم كل الناس! لكن زواجاً تم بهذى السرعة وزواجاً قد حرمه الدين يفشى الرغبة فى تغطية السر هذا فرض معقول! لكن السر؟! مازال بقاع البئر فلتهبط بالتدريج إلى القاع وبكل حذر .. الدولة متهيئة للحرب! هل يعقل أن زواجاً هو بالدين محرم تم بهذى السرعة كان ضرورة فرضتها الحرب المتهيئة لها الدنمرك؟! والحرب .. لماذا؟ قال الملك وبعد التتويج
الملك : ـ والآن ننتقل إلى ما تعلمون من أمر فور تنبراس : يبدو أنه لم يقدرنا حتى قدرنا أو لعله ظن أن موت أخينا الراحل قد حل عرى دولتنا وأوهى بأسمها فعاد إلى حلمه ذاك فى السيطرة وأرسل إلينا بما يسوءنا يطلب أن تسلم إليه تلك الأرض التى تنازل عنها أبوه، بعقود وثقها القانون لأخينا المقاتل الباسل
أوشك أن أصطاد الأشباح فى قاع البئر. الروح .. الروح نبية! فلماذا ظن الضعف بعمى بيننا كان يخاف أبى .. والحلم قديم فى السيطرة على جزء من أرض أجبر فيه علي التسليم ؟! ولماذا عاد عدو الدنمرك ليحلم وبهذى السرعة بل يتحدى عمى بيننا كان يخاف أبى؟! ولماذا ظن بأن الدنمرك . ضعفت .. وهنت ـ .. حلت ـ بعد أبى المقتول عراها؟! كان أبى كالصخرة فى وجه الحالم والحلم وانزاحت فى تيار السم الجارى فى مجرى الدم! لحساب الطامع فى الأرض .. عدو الدنمرك أم لحساب الطامع فى العرش .. العم .. أم لحساب الاثنين معا .. بطريق الصدفة والصدفة فى الدنمرك مدبرة كى تبدو صدفة؟! هل يمكن أن يغتال أبى لحساب عدو من «خارج»؟ عندئذ يغدو «الخارج» داخل و«الداخل» خارج فمن القاتل؟؟ ما الحرب إذن يا أبتاه ما الحرب سوى «التمثيل» مهلاً ... مهلاً أذكر أنى قلت «التمثيل» الملكة : ـ إذا كان كذلك فلماذا يبدو أمرك شاذاً على هذا النحو؟! أعرف «يبدو» أعرف ما تعنى الأقنعة .. الأزياء يا أماه! بين العرس وبين المأتم فى التمثيل «يبدو» أن المرء نفس المرء وهو «قناع»
ـ يبدو «يا سيدتى» .. بل هو الحق . فلسب أعرف «يبدو» هذه وليس ردائى الحالك. يا أمى العزيزة : ولا ملابس الحداد المألوفة ولا زفراتى المصعدة أو النهر الدافق من عينى: أو الغم البادى على وجهى ولا كل ما يتخذ الحزن من صور وأشكال هى وحدها التى تنبىء بصدق مرى. هذه حقاً «تبدو» فهى أفعال يمكن أن يمثلها المرء لكن فى باطنى ما يعجز التمثيل أما هذه فليست إلا حليا ومظاهر للاسى!
العالم مسرح وأنا لست ممثل تلك هى المأساة! روحى فى الحق نبية! قلت مراراً! والحرب هى «التمثيل» والتمثيل «الحرب» ليس أمامى غير الصمت! هيا نرجع خطوة كى نتقدم خطوة «ما كنت رأيت الشبح ولا كلمته» : ـ أبى .. يخيل إلى أنى أرى أبى! هوراشيو : ـ أين يا سيدى اللورد؟! كان رآه صديقى لكن لم يخبرنى بعد وسيخبرنى بعد قليل ـ فى عين عقلى يا سيدى! عين العقل .. وعين الروح روحى فى الحق نبية! ـ روح أبى فى السلاح . إن وراء ذلك أمراً، يخيل إلى أن فى الأمر شراً ! يا روحى اسكنى فسينهض العمل الخبيث على مشهد من الناس ولو غطته الأرض جميعاً! فى خطر يا أرض الدنمرك خطر تستشعره الأشباح أطياف الموتى فى خطر يا هملت خطر تستشعره الروح حين تكون نبية خطر يستشعره الشعب الملجم حين يكون على العرش .. الزانى .. قاتل ملك الدنمرك! وتجىء الحرب غطاء للسر وقناعاً يخفى وجه القاتل والقاتل يصبح مثل الغازى والغازى مثل القاتل وسواء فى التمثيل هزيمة يا أرواح الموتى .. أو نصر إن السر ببئر
هوراشيو : ـ والليل والنهار إن ذلك لغريب
هملت: مادامت غريباً فلنرحب به إن فى السماء والأرض يا هوراشيو أشياء لا يعلم بها علمك.. إن العصر لفى خسر يالها من نكاية لعينة أن أولد لأصلح ما فسد!
*************************************
الفصل الثانى
المشهد الأول
أنا لا أحسن قول الشعر فى داخلى الشاعر ميت لكن شاعر يولد ميتاً من يولد شاعر كان علينا أن يولد فى أيدينا السيف نشهره في وجه الأم المطحونة من آلام مخاض فى وجه القابة الفاغرة الحجر كما المرحاض فى وجه الآباء الشهوات القاذفة بنا فى فرج القبر: فى وجه العالم موبوءاً بعداء الشعر
تنتظر نبيا يا خلى «يحمل سيفاً» ؟ ـ يا خلى مدام الشعر ـ قد أصبح فى عالمنا الزيف ـ من خوف السيف ـ يا خلى كيف يكون السيف ـ حتى لو حمل اسيف نبى؟؟ ـ يا خلى .. يا خلى .. كيف ؟؟ ـ «وهل أبيحت نساء القوم عن عرض .. للعرب إلا بأحكام النبوات؟؟ ـ
إنى أنتظر نبياً لا يحمل شيئاً. ـ لا يحمل حتى الرأس على الكتفين ـ ما دامت تقطف : ـ لا يحملها فوق الكف ـ ما دامت تخطف تقصف : ـ لا يستشهد : ـ انتظر نبياً لا يحمل حتى كلمة! ـ فالكلمات على أكتاف الموتى ـ من أزمان لم تلق الرحلا ـ والسفر يلوح بغير نهاية : ـ انتظر نبياً لا ينتظر أحد ـ يأتى وبروح كما الطيف .. ويضحك ـ من فوق السحب .. ولا يبكى ـ بدموع السحب على العالم! ـ انتظر نبياً يتقن فن التمثيل .. التهريج ـ فن خيال الظل : ويقدم يوم التتويج .. دراما التتويج! ـ للملك المأبون وأروع العابه ـ كى يضحك كل تيوس العرش ـ من أنفسهم! ـ أنتظر نبياً يمسك مروحة من ريش نعام ـ من «خلف» الملك يمروح .. يستجدى الأنسام ـ كى يفهم سر المهنة ـ ببلاط السلطان ـ كى يصبح «خلف» السيف فلا يؤخذ غرة ـ والدولة متهيئة الحرب! ـ أنتظر نبياً يهوى فن التمثيل ـ فالتمثيل الحرب ـ والحرب التمثيل ـ أنتظر نبياً يا خلى، يتقلب فى كل الأدوار ـ فى دور الساحر والكاهن ـ فى دور الراقص والمنشد ـ فى دور القائد والتابع ـ فى دور الداعر والقديس ـ فى دور الشاعر والثائر ـ ومحب الحكمة والجاهل ـ والمتجاهل ـ كى يفهم كيف يموت الشعراء ـ ولماذا كانوا الشهداء ـ دوما إن حملوا الكلمة ـ أو حملوا يا خلى السيف ؟! ـ وأنا شاعر ـ وبحكم النص ! ووقعت أسيراً بين الأمراء ـ ما أدركت الأمراء ولا أدركت الشعراء ! ـ يا أوفيليا منذ اليوم أنا المجنون! ـ فالعصر لعين وخئون! ـ ما دامت أمى يا أوفيليا خانت ـ فالعالم : كل العالم خائن
ـ آه يا عزيزتى أوفيليا. أنى لا أحسن نظم الشعر : وتعوزني الصنعة لأعبر عن آلامى
.. لكن أباك هو «الكاهن»، يبدو أن أباك يهودى، يتخفى فى الزى الدنمركى، فيه طباع الأفعى .. حتى صوته، فيه فحيح عبرى، عندى ألف دليل، لكن لن أستبق القول! أيكون أبوك مدبر هذى الصدفة، قتل أبى .. وزواج العم بأمى، والصمت المطبق فوق الدنمرك، والحرب على الأبواب؟! الشك .. الشك .. الشك، كنت كتبت لأوفيليا، من شعرى بضعة أسطر: « ـ شكى أن الأنجم نيران، شكى أن الشمس بلا دوران، شكى أن الحق كذب، لكنى لا شك أحب!» لا .. أوفيليا .. يا بيضة أفعى، شكى حتى فى أنى أحببتك، شكى حتى فى الشك قواد فى الحق أبوك، نتن الرائحة «يبيع سمك» : ، فالشرفاء بعالمنا قلة، «قد تلد الشمس الدود بجثة كلب ميت.» وأنا كلب ميت، لكن أصلح للتقبيل .. وللتمثيل، هاتى قبلة! يا أيتها الكلبة بنت الكلب، لا .. فالنتن يفوح، من شفتيك .. نتن أبيك، ماذا تلد الأفعى حبلى الشفتين سوى السم، الكلمات المسمومة تولد ناقصة العمر، أو زائدة العمر، قبل الشهر الأول أو بعد الشهر التاسع، والحبل السرى بضم السين، كالحبل السرى بكسر السين، أما حبل الكلمات الطاهرة الذيل، فيقص ليصبح بعد قصص، يولد منذ المهد غصص، هيا نختصر المشوار ونصنع جنساً، ونمارس باسم «الحب» التهجين!
يمتحن جنونى يا أوفيليا بالمكر أبوك! ـ سأريه فنون السكر بكل جنون! ـ يسألنى ماذا تقرأ : ـ جاسوس فى قلب القلعة ـ يتقصى كل الكلمات! ـ يكفى أن يعرف أعداؤك ـ ماذا نقرأ ـ كى تؤخذ فى الليل بغرة ـ وأبوك أعد الخطة للأمر : ـ لم يبق سوى الأشباح ـ تتجول قبل الفجر ـ منذ اغتيل أبى بالسم ـ وسرى السم بكل النمرك! ـ لو أن الأشباح تموت .. ـ لانتحرت كل الأشباح: ـ واأبتاه: ـ «ألفاظ .. ألفاظ .. ألفاظ» : ـ إنى أقرأ ألفاظاً لا كلمات : ـ أما عنوان كتابى ـ فهو «الألفاظ الملفوظة»ـ من تأليف الموتى الملفوظين ـ من كل قبور العالم ـ روجع حقق لفظاً لفظاً ـ من خبراء قدامى فى تلفيظ الألفاظ ـ لكن ضاع المخطوط الأصلى ـ واأسفاه: ـ فابحث معنا .. ومع الشرطة : ـ يسألنى ما موضوع الألفاظ؟ نفس الموضوع : ـ طبعاً لم تفهم شيئاً: ـ أعنى أن الموضوع هو الألفاظ ـ الموضوع بها الموضوع : مثلا. مثلا ـ كل الأشياء المنتنة بكل الأشياء ـ يمكن أن توضع فى لفظ. «فضيحة» فإذا شئت الجمع نقول ـ «فضائح» : ـ وهنالك جمع مذكر ـ وهنالك جمع مؤنث ـ وهنالك جمع التكسري . التهجين ـ للاثنين معاً ـ ليس هنالك جمع «سالم» ـ فى الدنمرك! ـ ويسود الخطأ الشائع ـ من أن الذكر هنا لا يحبل ـ لكن ثمة فى الدنمرك تجارب ـ تجرى فى هذا الموضوع : ـ والأمل كبير فى رأى العلماء ـ بفنون الحمل ومنع الحمل : ـ هذا يعنى أن «القوم» نساء بالإمكان ـ وغداً يصبح أصل الإنسان ـ لا آدم .. بل حواء : ـ سيدتى.. أنت أب لأوفيليا ـ هيا نصنع حباً .. هيا ـ هيا نلد الأطفال من الإست! ـ والعصر السبت! ـ إنصرف الآن الثعبان : ـ دخل أثنان من الأعوان: ـ فلنلعب هذه المرة بالألغاز! ـ حالكما حال البسطاء: ـ فلماذا تأتى كلماتكما ـ فى زخرفة لباس المومس؟
ـ سجن يا أرض الدنمرك
روزنكراتس: ـ وإذن كل الدنيا سجن!
هذا حق . المأبون يقول الحق : لكن حتى هذا يحدث ـ فى الدنمرك : ـ أن المأبونين يقولون الحق ـ من فرط النشوة أم رغماً عنهم؟ ـ أم كى يخفوا حقاً أبشع منه؟ ـ أم من باب الحوط الواجب للمستقبل ـ دول .. دول .. يا أيام : كان أبى ملكاً بالأمس ـ يحيا ملك الأمس! ـ عمى صار الملك اليوم ـ يحيا ملك اليوم! ـ وغداً يأتى ملك آخر ـ يحيا الملك الآخر ! ـ تعب القوم وبحث كل الأصوات ـ والزمن مخيف ! ـ لو لم تأتى الدولة بعد الدولة ـ لو لم تكن الجولة بعد الجولة ـ لأرتاح المابونون ودامت للعهر النشوة. ما قالوا أحياناً رغماً عنهم ـ شيئاً قد يبدو فيه الطهر : ـ أعرف «يبدو» : ولهذا «يبدو» أن القوم ـ «يبدون» لنا كالقديسين ـ لا مأبونين: هل يمكن أن يزنى الفكر ـ يا أوفيليا بالفكر؟ ـ يمكن جداً فى الدانمرك ـ ما من شىء فى الدنمرك محال ـ غير الطهر. ـ واأبتاه. ـ لتدوى فى أروقة القصر ـ ضوضاء العربدة ... السكر ـ لتغيظ الأطياف .. الأرواح .. الهائمة مع الفجر . ـ تلبس أردية الحرب ولا حرب ـ الشبح أسير الفجر .. الموت ـ كالإنسان أسير القيد .. الصمت. ـ صاح الديك ـ يا أبتى أم ما زالت فى الليل بقية؟ . يا نار جحيم جوالة. والملك العاهر ما زال يعربد ـ فى جنبات الماخور والمخدع ـ والموسيقى طلقات مدافع ـ فالدولة متهيئة للحرب ـ بطريقة أمى! ـ مرحى فلأكن القواد ـ بفراشك أمى .. والخادم ـ والبواب! ـ مولاتى .. هل يلزم شىء ـ لتمام المتعة والنشوة ـ وتمام الشهوة؟!. شكراً يا ولدى ـ عفواً أمى ـ إنى يا أمى بالباب ـ رهن أشارة ـ أو رهن مجرد آهة ـ من آهات العشق . ـ ويل للدنمرك من اليوم الآتى ـ ويل لللاطة محنىى الظهر!
يأتى من بعدك ـيا خلى ـ من بعدى، من يحكى إنا لم نحن، فى الليل اللوطى ظهوراً، يأتى من يحكى، أنا كنا فى الزمن المأبون فحولاً، فنكحنا حتى الغيلان، كتأبط شراء! إنى انتظر نبياً لا ينظم شعرا، كدخان يتصاعد من كف المحرقة.. المذبح، يحمل آهات القربان، انتظر نبيا لا يذبح، لا يسجن .. لا يؤسر . لا يطرده الغربان من الأرض، لا يلجأ للكهف .. المحبس .. والمعزل، يا خلى إنا أشباح، لا تلد الأشباح سوى الأشباح، تقذفنا الأرحام ودون سلاح، فى المعمعة .. فنقتل دون ثمن، من ريش الحدآت الدموية، نتخذ كفن
جيلد نستيرن: ـ ماذا تقول يا سيدى اللورد؟
ـ أى شىء لكن فى الموضوع
لست بشاعر . ـ لكنى أقسم أن أصنع شعراً من دود برازى ـ وأبارز حتى الدود! ـ فالجثة تبقى حية ـ حتى آخر نفس من آخر دودة! ـ يا أيتها الأشباح الموءودة ـ هل يسرى الدود ـ حتى فى الأرواح؟ ـ ما جدوى أن نختار الألفاظ جميلة ـ ما جدوى أن نزرع فى المرحاض خميلة ـ ما جدوى أن نشدو بالألحان خفيفة ـ والألحان ثقيلة ـ يا خلى والعهر فضيلة؟ ـ جوق التمثيل سيأتى بعد قليل. ـ فلننظر يا هوراشيو فى قائمة الأدوار ـ دور الملك الداعر ـ دور الملكة أمى ـ يا هاوية ليس لها من قاع .ـ دور كبير الوزراء القواد ـ دور أوفيليا بنت القواد كبير الوزراء القوادين . دور الأبواق الأعوان الغلمان ـ الخصيان المداحين المحترفين الأدياتية . ـ لا فرق لديهم بين العرس وبين المأتم ـ عاش .. ومات . ـ مات ... وعاش . ـ دور الحفار الساخر ـ دور الشبح المصهور بنار الغيظ ـ يبقى دور الشعب ـ من سيقوم بدور الشعب؟! ـ وهنا أكتب ملحوظة. ـ «التمثيل هنا ممنوع ـ ـ منعاً باتاً.» ـ المصيدة معدة ـ للفئران ـ ومعد فى «المصيدة» الطعم! ـ الدودة تجذب للشط الحوت ـ فإذا الحوت الدودة ـ والدودة حوت! ـ هم يخشون الكلمة ـ حين تكون السهم برحلة صيد ـ حين تكون الصقر بغير عصابة ـ لكن حين يدب الرعب ـ فى أوصال الكلمة ـ تصبح لفظاً أو كمية حبر ـ محض هواء نتن مر من الرئتين ـ عاد إلى الرئتين ـ آهة نشوى فوق سرير مفتوح الفخذين ـ والدنمرك سرير ـ وسرير كل العالم ـ كل يزنى بالعالم . ماذا فى وسع «الفروج» الدنمركى . لا تنتحروا . ـ فلينتحروا هم لا نحن! ـ مهما كان جحيم الحزن ـ لا تنتحروا فالمنتحر هو المهزوم. ـ «المصيدة» معدة . ـ لا تبنوا فوق الجثث المدنا ـ فالجثث تذوب تغوص لجوف الأرض ـ تصنع أبخرة .. نيراناً تصبح بركاناً .. طوفاناً ـ تعصف بالمدن الرازحة على الموتى ـ والبائلة على صفحات .. على كلمات ـ كتب الموتى البردية
ـ .. وسيضحك المهرج من تدغدغهم أيسر الفكاهة .. وستعبر اليسدة عن أفكارها كما تشاء وإلا تعثر الشعر المرسل
هل يمكن أن ينتحر الإنسان، حتى بعد الموت؟ منتحراً .. يأتى للدنيا، ينتحر .. لكى يذهب عنها، منتحراً .. هل تم خلاص؟! هيا نقل الشعر.. رمزا .. من رمز .. فى رمز، كى تحسب بين الشعراء، لا نوصم دونهم بالعجز، «الذئب يوشوش فى أنات القز، والدودة تضحك من أفبيه البز، تنين يشدو من قلب الأرز، صبرا يا أرز على الأرز، فالموز كما سرب إوز، يطفو ويغوص على در اللوز، والرومان .. الرمان .. قنابل ذرية، لو رومانة! يا شجر اللبلاب الطارح كمثرى، إنا أسرى، إنا اسرى؟»
قلنا يا خلى الشعر . ـ فلنقل السجع المعروف عن الكهان ـ أو دعنا نقل النثر ـ أو دعنا من كل فنون القول ـ مادام النطق خيانة؟ هيا نسترجع قائمة الأدوار ـ من سيقوم بدور الموتى؟ ـ الموتى قاموا بالأدوار ـ قاموا .. ماتوا ـ والأشباه اليوم على المسرح؟ وهنا أكتب ملحوظة . ـ «التمثيل هنا ممنوع ـ منعاً باتاً» . ـ تمثيل الموتى تمثيل بالموتى ـ والويل لنا نحن الأحياء . لو عرف الموتى التمثيل لعاشوا ـ لكن واأسفاه؟
ـ أى الممثلين هم؟
روزنكرانتز ـ أولئك الذين اعتدت أن تسر كثيراً بتمثيلهم فرقة التراجيديا فى المدينة.
وما الذى دفعهم للرحيل؟ ومقامهم خير لهم ربحاً وشهرة؟
روزنكرانتز ـ أظن أن كسادهم يعود إلى ما ظهر أخيراً من بدعة.
ـ ألم يزالوا موضع التقدير كما كانوا حين كنت فى المدينة؟ أمازال الناس يقبلون عليهم؟
روزنكرانتز ـ لا يا سيدى اللورد .. لم يعودوا كذلك؟
كم يتغير هذا العالم: ـ ثمة شىء يحدث للمسرح ـ وإذن ثمة شىء يحدث للدنمرك : ـ أو بالعكس ـ فالدنمرك المسرح : ـ والملهاة هى المأساة ـ والمأساة هى الملهاة : ـ كيف نضم الإثنين معاً ـ فى اسم واحد؟ ـ الملساة؟ ـ المأهاة؟ ـ هذى تسمية مقبولة ـ لكن ليست معقولة: ـ وهو المطلوب اليوم ـ لجميع الأسماء! ـ والفارس لا يستخدم سيفه ـ إلا حين تبين حدود الأسماء ـ ويبين الفارق بين الأشياء ـ فإذا رفع السيف الأعمى ـ حين تكون الأشياء عماء ـ كان السيف من السياف براء ـ حتى لو كان السياف نبيا ـ يا خلى يا من تنتظر نبيا يحمل سيفا ـ «السيف والرمح قد أودى زمانهما، فهل لكفك فى عود ومضراب؟!» يبقى من قائمة الادوار ـ دور «العاشق» : ـ أوصيكم بعدى بالعشق، ـ والعشق مدى التاريخ مصارع : ـ والموت وراء العشاق : ـ العاشق لا ينتظر جزاء ـ فجزاء العاشق أن يذبح فى الجزية ـ والمذبوح العاشق يكره ـ ذابح عشق أو عاشق ذبح : ـ لست أسيغ بطبعى هذا الدور ـ وهنا كتب ملحوظة : «التمثيل هنا أيضاً ممنوع» ـ أما «المضحك» فأنا أعشق دوره : ـ فهو نبى ـ أنتظر نبيا يلعب دور المضحك ـ حتى يضحك كل الأدوار! ـ «فإن تعش تبصر الباكين قد ضحكوا ـ والضاحكين لفرط الجهل باكينا» ـ لكن شرط يكون المضحك ـ فى الدنمرك المبكى ـ أو بالعكس ـ «والتمثيل هنا تمثيل بالتمثيل ـ أما «السيدة» الملكة ـ فى التمثيل ـ الشاعرة بأن الذنب عظيم ـ إن صحت أقوال الشبح الهائم ـ بين الفجر الفاجر والذعر ـ فلسوف تقول الشعر المرسل : ـ مثل الشعر المرسل فوق الكتفين ـ يسقط فوق الظهر إلى القدمين ـ يكنس من خلف الملكة ـ ما قد يسقط من دنس الفخذين : ـ و«المصيدة» معدة ـ من تأليفى ـ والإخراج ـ مثل الفتح على الخراج : ـ وهمو يخشون المسرح ـ يخشون الشاعر حين يكون ـ شاعر مسرح : ـ أما حين يكون (..) : ـ فالشاعر فاكهة الموسم : ـ ولهذا ندر الشعر درامياً ـ ندر الشعر نبياً فى الدنمرك : ـ ولهذا أهوى دور المضحك!
روزنكرانز ـ .. لكن هناك يا سيدى عشا من الأطفال. صقور صغيرة تصيح فيعلو صوتها فى الجدل على صوت الآخرين وينالون أعظم استحسان. هؤلاء هم البدعة فى هذه الأيام: وإنهم ليملأون بصياحهم «المسارح العامة»، هكذا يسمونها حتى أصبح كثير من حملة السيوف يخشون حملة ريس لاوز، ولا يجرؤون أن يذهبوا إليها!.
ـ ماذا؟ أهم أطفال؟ ومن يدير شئونهم؟ ومن ينفق عليهم؟ وهل يواصلون المهنة بعد أن يصبحوا عاجزين عن الغناء؟ وإذا غدواهم أنفسهم ممثلين كباراً .. وهو المرجح إذا لم يجدوا وسيلة للعيش خيراً من هذا.. ألن يشكون من ظلم الكتاب حين يضطرونهم الآن إلى التنكر لمستقبلهم؟!
روزنكرانتز ـ لقد جرت أحداث كثيرة بين الجانبين: لم يتورع الناس أنفسهم عن حفزهما إلى مزيد من الخصام. وأنى حين كانت المسرحية تعدم من يدفع ثمنها ما لم ينته الشاعر والممثل فيها إلى تبادل الضرب والسب.
فليكن الأطفال صقوراً ـ مادامت كل صقور العالم ـ تتخاطف كل الأطفال ـ لا تغريد اليوم ولكن أمر ـ والأمر الصمت : ـ فالصوت يجر إلى الفرخ الموت : ـ ليست بدعة : ـ من يحمل سيفاً يخشى من يحمل ريشة ـ من جنح أوزة ـ قد يكتب بالريشة كلمة ـ تكسر سيفاً ـ لكن فى صمت ـ كى لا يسمع حتى صوت القلم على القرطاس : ـ لكن أخشى ما أخشاه ـ أن يصبح أطفال اليوم صقور للاطفال : ـ ويل للدنمرك من اليوم الآتى ـ ويل .. ويل للشعراء: ـ يا أبواب جهنم : ـ التمثيل هنا ممنوع ـ بالنص وبالإخراج ـ وبإجماع الفرقة : ـ وبرغم جميع حروف الجر الخطافية ـ للسجن أو المشنقة أو الخازوق ـ أو للصلب كما الحلاج على شاطىء نهر الدم: ـ «والصلال التى يخاف أذاها .. ـ شرها فى الرؤوس والأذناب»: ـ ذنب الأفعى ناب ـ ناب الأفعى هو «بولونياس» ـ وهو كبير الوزراء : ـ سوف أريك جنون جنونى .. فأر القصر : ـ فالمصيدة معدة ـ للفئران ـ والدنمرك المسرح: ـ زرعوا الفرقة ـ بين الفنانين بأية فِرقة ـ بين الشاعر والفنان ـ حتى بين الشعراء ـ فإذا الإنسان عدو لأخيه الإنسان ـ فى الدنمرك الدولة ـ صارت غاية ـ يأكل أفيَّها الأقوى لحم الأصلح : ـ ثم تجىء الحرب المسرح ـ بعد الحرب: ـ ثم يقوم المسرح ـ من فوق الأطلال ـ جوق الندابين معد ـ من أعوام «قبل الحرب» : ـ تبقى الفرق الجوالة ـ والجولون من الشعراء ـ والجوالون الآفاق ـ بحثاً عن مأوى .. عن لقمة : ـ والطرد .. الطرد ـ والهجرة والتهجير ـ مطرود من كل العالم ـ من يطرد من أرض الدنمرك!
ـ إنى مجنون حين تهب الريح من الشمال والشمال الغربى، أما حين تهب من الجنون، فإنى أميز بين الفأس والمنشار:
هذى أيضاً ملحوظة لكن ملحوظة من يكتم غيظه من ذيلين لفأر واحد هو «بولونياس» جاءا كى يمتحنا عقله كثرت فى القصر الفيران! فرق التمثيل الملكية. وانحط المسرح .. لا غرو! فلأكتب أن المسرح يمكن فى الدنمرك أن ينحط إلى أعلى:
بولونيوس: ـ لقد حضر إلينا الممثلون يا سيدى اللورد!
ـ كفى .. كفى : بولونيوس : ـ على شرفى! إذن فقد جاء كل ممثل على حمار! الشرف حمارك بولونياس والتمثيل كذلك لا يحسن فن التمثيل حمار هل يحسن أن يصنع فرقاً للتمثيل فى القصر أو الدنمرك هذا جائز لكن سوف يبين الفرق للعين الصقرية بين حمار التمثيل وتمثيل حمار فانظر من أنت! واأبتاه! سابول على شرف بولونياس وسيأتى ليشم البولة بغريزة أى حمار يا شعراء الورق «السولوفان» والدنتيللا. والشمبانيا قد تبدو كلمة «بولة» تعبيراً غير مثقف.. يعنى مقرف؟! بل ليس يليق بهملت كأمير .. فضلاً عن شاعر لكن من قال بأنى لا أتبول بل زفعل ماهو افذر والإنسان قذارة تمشى فوق الأرض على قدمين وأنا إنسان إنسان ..! أكتب فى دفترى الخاص ما يخطر لى فى بال! يا دفترى الخاص لن يقرأك سواى إلا فأر من فئران القصر يسعى خلفى .. يقرض ما أقرض من شعر ينبش فى أفكارى .. فى أفكارى .. فى أشعارى يبحث فيها عما يدعى بالإسقاط بولونيوس. أنت حمار فى التمثيل، لكن أنت «مثقف»، فيما «يبدو»!
بولونيوس: ـ إنهم خيرة الممثلين فى العالم سواء فى المأساة أم الملهاة، أم المسرحية التاريخية، أم الريفية، أم الدينية الهزلية، أم التاريخية أم المأساوية الهزلية الدينية التاريخية، ما روعى فيه وحدة المكان وما انطلق فيه الشاعر بلا قيد!
ملحوظة : جاهل ـ بالتأليف وبالإخراج وبالتمثيل ـ كيف بحق جهنم ـ يبقى المرء حماراً .. وهو مثقف ـ يعرف مثل كبير الوزراء ـ هذا كله : ـ ما أكثرها الأنواع الأجناس الألوان ـ فى فن المسرح . ـ لكن الموضوع هو الموضوع ـ واللغز يظل اللغز ـ المسرح أيضاً يجنح للدوران ـ مثل الأرض ـ وشروط المسرح مستوفاة ـ وفق أرسطو ـ فمكان اللعب الدنمرك الرسمية ـ الملكية. ـ والفعل هو «التهويد» ـ ويهودى فأر القصر بولونياس ـ بعد طويل تحرياتى ـ فيما كتب بغير قيود ـ من أشعار أو كتب مقيد ـ لا تندهشوا ـ فاليكم فى الجدل دليلى ـ مفتاح اللغز. بولونياس . - .. إنهم وحدهم من يصلح للتقليدى والحر .
هملت - أى «يفتاح» ياقاضى إسرائيل أى كنز كان لديك بولونياس .
بولونياس . - وأى كنز كان لديه ياسيدى اللورد ؟
هملت - بنت حسناء .. واحد لا غير .. كان يحبها حباً جماً .
بولونياس . - ( لنفسه ) مازال فى أبنتى .
هملت - ألست على حق يايفتاح العجوز ؟ .
بولونياس . - لا تدعنى يفتاح ياسيدى اللورد فاِزن لى بنتا أحبها حباً جماً .
هذا لغزى - لغز العم .. الأم . - لغز السم - لغز الشبح الهائم فى نيران الغيظ .- لغز كبير الوزراء . - لغز أوفيليا . - لغز الحرب على الأبواب - قبل الحرب وبعد الحرب . - لغز الغازى الطامع فى أرض الدنمرك - لغز الدنمرك لملكية - لغز الشعب الصامت . هذا لغز الألغاز - فى مأساتى أو ملهانى - وسيكتب نقاد العالم ـ ليردد من خلفهم الخصيان ـ من نقاد الدنمرك المنكوبة - بالجوقات وبالأبواق - أطنانا من كتب التفسير - حتى عن كيف يبول أمير - إلا عن هذا اللغز - لغز كبير الوزراء اليفتاحى .- فهنا سيسود الصمت . - أو فالموت . - فاختر بينهما يامن تأتى بعدى - تقرأ هذا الدفتر - دون هوامش . - واختر بينهما ياخلى الطيب - يامن تنتظر نبياً يحمل سيفاً - إنى انتظر نبيا يفهم سر المهنة - وخصوصا فى فن المسرح - يفتاح القاضى يلبس وجه كبير الوزراء - ويجوس بأروقة القصر - وبحكم المهنة يغزو الدنمرك من الداخل - والحرب على الأبواب تجذب عيون النيران الى الخارج - السوس الدائب يقهر قلعة . - مادام كبير الوزراء ممثل - فالملك رئيس فريق التمثيل - والدنمرك الساحة للفرق اليفتاحية - والتهويد .. التهويد .. - هل تعرف أمى أو لا تعرف - ملعوب التتويج .. التقليد .. التشبيه ؟ ما سر رضوخك ياأمى ؟ - الخوف .. أم التدبير .. أم التمويه ؟ - أم أن الملكة تشبه أمى ؟ - يا أيتها الأشباح المصهورة فى نارجهنم - إسرائيل هى الدنمرك .- كل العالم إسرائيل . - فليبدأ منذ الآن التمثيل . - والمصيدة معدة . - «قلدتنى الفتيا فقلدنى غدا .. تاجا باعفائى من التتويج - حتى الآن .. - مازال الفتيان يقومون بأدوار الفتيات .- فتقاليد الدنمرك الملعونة - صارمة فى التمثيل وعاهرة فى الواقع .- كان الأولى لو قام الفتيات بأدوار الفتيان - فالفتيات أقل أنوثة .- فى الدنمرك .- هذى أحدى حسنات كبير الوزراء ـ ألقاضى يفتاح . ـ التهويد ... التأنيث .. التذكير .. التخنيث ـ الطاعون اللوطية ـ تمهيداً للحرب المتأهبة لها الدولة ـ فلنسمع قطعة ـ نمتحن بها الفرقة ـ ليست فرقتنا الجوالة ـ المطرودة من كل مدينة ـ من بين الفرق الرسمية ـ هذى ملحوظة . ـ
- هيا . دعونا نتذوق شيئاً من فنكم . هيا .. قطعة مليئة بالانفعال .
الممثل الأول ـ أية قطعة ياسيدى اللورد ؟
- لقد ألقيت أمامى قطعة ذات مرة . لكنها لم تمثل قط أو مثلت مرة واحدة .
فلتسمعنى نفس القطعة . ـ لكن مهلا .. مهلا هملت . ـ أكتب فى دفترك الأسود ـ ولماذا أطلب نفس القطعة ـ وهنا بالذات الآن ـ ولدى الفرقة ما بجراب الحاوى ؟ محض سؤال . ـ لكن أذ كر أن القطعة ـ كانت لحناً من فرجيل ـ فى الأنيادة ـ عن طروادة . ـ عن طروادة ! ـ ليست صدفة ! ـ «يفتاح » بكل مدينة سقطت أو توشك أن تسقط .
ـ .. قطعة فيها بعينها أحببتها أكثر من غيرها ، حديث إيناس إلى ديدو وخاصة ذلك الجزء الذى يشير فيه إلى مصرع بريام .
تصلح هذه القطعة يايفتاح ـ يا بولونياس ـ تصلح نعيا للدنمرك . ـ يفتاح هو البغل الخشبى .. ـ ولكن فى «مكياج » حصان . لا يمكن أن يصبح يفتاح كبيرا ً للوزراء ـ إلا فى الدنمرك العبرانية ـ والوحش بجوف البغل القابع فى جوف حصان ـ ينقض على طروادة فى الليل الأسود ـ بسلاح كالنية أسود . ـ فليرجع من شاء زيادة للانيادة ـ فتش عن «يفتاح» .. القاضى . ـ فى كل ملاحم هذا العالم .ـ من حوريس إلى طرزان ـ ولشيتا القردة منى ألف تحية
ـ .. سأطلب اليه أن يلقى البقية بعد .. وأنت ياسيدى الكريم أرجو أن نهئ للممثلين مقاماً طيباً .. أتسمع .. لكى تكرم وفادتهم أنهم خلاصة تاريخ العصر !
ألمصيدة معدة : ـ لكن أول شرط للتمثيل ـ ألا يبدو هذى المرة تمثيلا ـ كى لا يدرك يفتاح الثعلب ـ أن الهرة تحت الملعب . ـ هل نتحدى الموت ـ أم نستسلم ؟ ـ الأحياء هم الجبناء ـ حين اختاروا العيش .. أم الشهداء ـ حين اختاروا الموت بعيداً عن هذا العالم ؟ ياخشبتى المقطوعة من شجر الصفصاف ـ ثقل الحمل على أكتافِى ـ من يصلينى بالله عليك ؟ ـ يا أوفيليا اليفتاحية ـ يا أبنة يفتاح القاضى . ما يخرج من بيض أوزة ـ غير إوزة ـ تحسن فن العوم ؟ ـ ماذا يخرج من بيض الأفعى ـ غير الأفعى ـ تحسن نفث السم ؟ ـ لكن يحدث فى الدنمرك ـ شئ آخر ـ تخرج من يفتاح أوفيليا ـ قرد ينجب حية ـ تنجب بوما ـ ويقولون الحب !ـ «حب إيه اللى أنت جاى تقول عليه » ـ ويقولون الشعر ـ «شعر أيه .... دا الكلام اللى فى عنيك ـ خلى أحلى كلام يغير » ـ أطنان كلام فى الحب ـ هيا فالعب مع أوفيليا ـ لعبة حاو أمسك حيه ـ يا أجمل أقبح حورية ماذا فى وكر الصدر ـ غير الغدر الكامن غير العهر ؟ ـ «ردوا السلام ولا السلام دا غالى » ـ «ردوا السلام ومانطلعوش فى العالى».
ـ .. لابد أن أجد دليلا أكثر إرتباطاً من هذا ، والمسرحية هى التى ستكشف عن ضمير الملك ..
الفصل الثالث:
*المشهد الأول
- لقد سمعت ما يكفى عن زيف وجوهكن . منحكن الله وجها واحد فصنعتن لكن وجها آخر . هزة تأود ولثغة ، وتسمين مخلوقات الله بأسماء من وضعكن وتعتذرن عن الخلاعة بالجهل .
أقنعة كل المسرح ـ أقنعة كل الدنمرك ـ فى عهد كبير الوزراء ـ يفتاح القاضى . ـ فلننظر فى الأسفار العبرية ـ ماذا بعد «التكوين » سوى الأسفار الملكية ؟ ـ أهنالك سفر خاص بالدنمرك ؟ ـ ما من شك ـ أنا يا خلى لا أعنى الحرفية ـ ما الأحرف .. ماكل الأسماء ـ غير إشارات رمزية ـ هزات تأود ـ لثغات ـ تبديل الأسماء بأسماء ـ تبديل حروف ـ والناس حروف ـ والأدوار حروف ـ وبديل اللاعب لاعب ـ وبديل الميت حى ـ «لايكاد الفتى يجهز إلا عن بديل له مستناب » ـ «إن الذين على ظهر الثرى وطئوا .. يشابهون أناسا تحته دفنوا» ـ أنا لست بمزمار يعزف من شاء ما شاء عليه ـ لى ثقبان ككل الناس ـ ثقب أبصق منه على العالم ـ والآخر «أفعل » منه على العالم ـ لكن ثمة بين الناس أناس ـ تفعل بهما الأشياء الأخرى ـ مما لا يذكر علنا فى الدنمرك اليفتاحية ـ فالدنمرك ثقوب ـ والكل يرى منها الكل ـ لكن يلتمس لكل الناس الأعذار ـ كل الجدران زجاجية .. ـ هذى حسنة ـ أخرى من حسنات القاضى يفتاح ـ لا تقذف بيت الاخر بالأحجار ويكف العار بأن يصبح عار ـ حين يكون العار شعار ـ الدنمرك ـ ثم يسود الصمت ـ لو كان بيدى الأمر لكان شعارى ـ مأيون من يصبح ملكا أو شاعر ـ فى مملكة دمى يفتاح ـ فهو أوزة ـ ذبحت قبل العرس وقبل التتويج ـ كان يولونياس فى الجامعة يجيد التمثيل ـ فيما قال ـ فلقد مثل يوليوس قيصر ـ وهو اليوم يقوم بدور القاتل لا المقتول ـ يبدو أن المسرح حلم ـ يصدق لكن بالمعكوس !
أوفيليا : آه .. بالهذا العقل النبيل المضيع لسان أمير وبصر عالم وسيف جندى !
*المشهد الثانى
أوفيليا : إنك تصلح أن تقوم بدور الجوقة ياسيدى اللورد .
- إستطيع أن أدير الحوار بينك وبين حبيبك لورايتكما تتدليان كالدمى فى مسرح العرائس !

* * *

هذا لغزك يايفتاح ـ الدنمرك دمى ـ لكن فرق بين الدمية فوق الخشبة ـ والمشنوق على باب المسرح ـ أو فى الكالوس ـ ألحبل هنا كالحبل هناك لكن العرض ـ غير العرض ـ أعلى الباب أذن أم خلف الباب الملهاة ـ إنى أكره أن أصف اللعبة بالمأساة ـ وا أبتاه ـ أوزوريس ؟؟ يا أوفيليا اليفتاحيةـ إنى ألعب دور المنشد ـ وأنا ألعب دور الجوقة ـ أو بالعكس ـ ولهذا يبدو أنى ألعب كل الأدوار ـ لكن لست بدمية ـ فى مملكة دمى يفتاح أبيك ـ ملك التمثيل أبوك ـ أم ملك الدنمرك ـ التمثيل هو التزيف ـ والتزييف هو التمثيل ـ الان فقط أدركت صموتك ياأمى ـ لكن صمت المسبية لا يغفر المسبية ـ الذنب على رأسك أمى تاج من وحل ـ من تحتك مستنقع وحل ـ من حولك وحل فى وحل ـ فتظنين الأرض مرايا ـ وهى خطايا ـ يا بلقيس ـ ليس العرش بعرشك لكن شبه لك ـ لا يخدعك الزخرف لا تغترى بالزينات ـ القيد بقلبك لكن بيديك أساور ـ وبرجليك الأحجال سلاسل ـ مرحى ... مرحى ـ هل ثمة فى الدنمرك رجال ـ وأنا أيضا لست سوى ثرثار ـ ما الثرثرة سوى تبذير هواء ـ بين شهيق بين زفير ـ كالكلمات السوداء على الورق الأسود ـ وبحبر أسود ـ والطاعون هو الموت الأسود ـ هل ثمة موت أبيض ؟ ـ بالتأكيد ـ وهو الكلمات البيضاء على الورق الأبيض ـ وبحبرأبيض هل ثمة حبر أبيض ـ بالتأكيد ـ الحبر الأبيض لبن العصفور ـ «ساعة أوريانت ما أحلاها ـ ساعة أوريانت لساها ـ أوريانت» ـ ياشعر الإعلانات ـ أمى تدعونى كى أذهب .
- وأنت ياقلبى لا تخرج عن طبيعتك ، لا تدع روح نيرون تلج البتة هذا الصدر لأكن قاسيا لأشاذا ..
.... وسيكتب كل النقاد اليفتاحيين ـ ماشاءوا عن لقياى بأمى ـ ليضيفوا للقائمة السوداء أميراً شاذا ـ بعد الملك أوديبوس ـ ما حدث هنا فى الدنمرك ـ حدث بأثينة ـ حدث بطيبة ـ فتش عن يفتاح ـ فتش عن يفتاح ـ وترزياس الكاهن ـ يلعب نفس الدور ولكن ـ باسم بولونياس ـ لنتقدم خطوة ـ لم أقتل عمى ـ حين رأيته ـ وأنا أقصد غرفة أمى ؟ ـ كان يصلى ؟ ـ الصلوات لأمثاله ـ كاستحمام اللوطى ـ لم أقتله لأن الداء ـ فى الدنمرك الملكية ـ صادت مصيدتى فيران ـ ملكا .. حاشية .. أعوانا ـ لكن لم تصد الطاعون ـ ولهذا لم أقتل عمى ـ ماجدوى قتل ملك ـ ماجدوى قتل جميع ملوك الأسفار ـ مادام السفر وراء السفر ـ فى غرفة أمى : ـ أجهزت علي بولونياس ـ هل ثم سبيل يا أماه لقتل البولونياسية؟ ـ الفرس أراها .. والفرسية ـ لست أراها ـ والداء عضال ـ والشبح أنى يستعجلنى الثارـ والقتل بليل الطاعون عبث ـ ياخلى تنظر نبيا ؟ ـ يحمل سيفا ؟ـ الدنمرك تغوص إلى قاع الغمر ـ والطوفان الثانى هو مايشفى الصدر ـ من نيران الغيظ الطافى ـ فوق أكف المستنقع ـ ماذا يجدى السيف ؟ـ يقتل فى الدنمرك الزائف ـ لكن ليس يمس الزيف !

* * *

- .. إنك تعلم ياخلى الأوفى أن الدولة هذى تنهار .. كانت من قبل زيوس يحكمها واليوم عليها يحكم طاووس مفتون .. هوراشيو : كنت تستطيع أن تحافظ على القافية ..
*المشهد الثالث :
- .. لا .. إنقبض أيها السيف ....... وأعلم أن لك فرصة أبشع .
*المشهد الرابع :
- أى أمى .. بالله لا تمنحى روحك هذا البلسم المهدئ فتظنى أن جريمتك ليست إلا حديث جنونى .. ظنك هذا لن يزيد أن يزيل قشرة عن هذا الموضوع المقروح .. بينما القيح العفن ينخر فيه وتسرى عدواه خفية ، إلى كل ما بداخله !
الفصل الرابع :
*المشهد الثانى :
- .. كيف يستجوبنى إسفنجة ؟ .. وأى جواب يتحتم على ابن ملك أن يجيب ؟
روزنكر انتز : أترانى إسفنجة ياسيدى اللورد؟
- نعم ياسيد ى تمتص رضا الملك وهباته وسلطاته لكن مثلك من الإتباع يؤدى للملك أجل خدمة أخر الأمر . يبقيهم فى شدقة كما يفعل القرد بالجوزة جاعلا أول مايلتقم آخر ما يزدرد فإذا احتاج إلى ماقد جمعته فما هى إلى أن يعتصرك أيها الاسفنجة حتى تعود جافا كما كنت ..
* * *

*المشهد الثالث :
يستدعينى الملك بإسفنجة ـ كى يبعث بى للقتل العاجل ـ فى إحدى السفن الإسفنجية ـ ماذا يمسك بالإسفنج ـ فى قاع البحر فلا يطفو للسطح ؟ـ الحيتان ؟ـ الحيتان بهذا العصر ـ تسبح فى رمل الشطآن ـ كيف يكون البحر ؟ ـ هذى آية آيات العصر ـ الدفتر .. والهامش ـ ياسفن الموت خذينى ـ وخذى أمثالى لجهنم ـ إنا لا نخشى الموت لأنا لم نولد بعد ـ أو أنا لا نولد أبدا ـ أو نولد والسفن معدة ـ سفن الأسفنج ـ سفن المسبيين ـ من الزنج ـ والمرفأ ياخلى اللحد ـ ياخلى قد بان السر ـ «بان على حبة من أول مابان » !
*المشهد الرابع :
فورتنبراس : إذهب أيها القائد فأبلغ تحياتى ملك الدنمرك ، قل له إن فورتنبراس بعد إذنه يطلب لجيشه ماوعد من سلامة العبور خلال مملكته !
* * *
«يامة القمر ع الباب ـ نور قناديله ـ يأمة أرد الباب ـ ولا أناديله » ـ جيش الأعداء على الأبواب ـ والملك «القادم» يرسل للملك العم ـ ملتمس الذئب من الأغنام ـ مات يولونياس ـ لكن البولونياسية ـ أدت فى الصمت مهمتها ـ صنعت شعبا داخل شعب ـ فهنا ياخلى شعبان ـ ماذا يصنع فى البحر السيف ـ أيشق البحر إلى بحرين ؟ ـ فليعبر جيش الأعداء ـ من رحم الأرض المسبية ما جدوى قتل الملك إذن ـ ماجدوى قتل جميع الفيران ـ والطاعون كما الشيطان ـ لا يقتله السيف ؟ ـ لم يثر الشعب لقتل يولونياس ـ فهنا شعب من إسفنج ـ رهن إشارة ـ كى يشعلها فتنه ـ وهنا شعب صامت ـ يعلم أن نهاية كل العالم قطنة ـ فهو صبور ـ والأعداء على الأبواب ـ ينتظرون الإذن ـ يا أبنى ما يفعل هاملت ـ والإرث خراب وخرائب ـ والوطواط اليوم يبيض ـ بينا الطير تلد ـ يا أبتى لا أصلح ملكا ـ فأنا شاعر ـ هذا مالن يذكره النقاد ـ فيما يذكر عنى ـ إنى افهم حتى فى التمثيل ـ لكن لست أجيده ـ فأنا لست أحب أكون ظ إلا هملت ـ ألعصفور الشادى لا الوطواط ـ ماذا فى وسع العصفور ـ الأرض شباك وحبائل .. - أوة .. لتصطبغ أفكارى بالدم منذ اليوم وإلا فلا غناء فيها !
*المشهد السادس :
غضب الشعب لمقتل بولونياس ـ أى الشعبين غضب ـ ويقود الشعب الغاضب من بين الشعبين ـ إبن بولونياس ـ هذا يفتاحى ـ من طهرك يايفتاح ـ فلماذا عاد ابن الثعبان القرد التمساح ـ سرا .. للدنمرك ـ كى يشعلها ناراً ؟ ـ هذا دأب اليفتاحية ـ ألفتنة والحرب الأهلية ـ إن فشلت فى سلب السلطة ـ سرا بطريق التصفية السمية ـ والتشبيه ـ أو طرد الشعب الملجم من أرضه ـ بالتدريج ـ فى بطء سلحفاة لكن فى حسم الخنجر ـ ولهذا كثر المرتزقة ـ واتخذ الملك لنفسه ـ حراسا من كل الغرباء ـ المرتزقة تلبس وجه الشعب قناعا ـ تهتف بابن بولنياس ـ ملكا للدنمرك ـ أين ولى العهد ـ ومن الملك إذن ـ عمى أم يفتاح ؟ ـ ياللبيعة ـ باسم الشعب ـ بايع شعب الدنمرك «القاصر» ـ ملكا من أولاد الأفعى ـ «بفكر فى اللى فاكرنى ـ ويهرب م اللى شارينى وادورع اللى بايعنى » ـ مرحى ـ أين ولى العهد ؟ ـ لاعهد لأحد بل لا أحد لعهد ـ قد خان الكل فمن يشترى منى ـ عرشا بل ملكا للعالم ـ بالشرط الفاسخ سلفا للعقد ـ أن ليس يخون ؟ ـ ألملك صنيعة بولونياس ـ دمية عرش ـ لا يفشى هذا مثل خنوعةـ ... كالجارية أمام الإبن ـ بل جرأة هذا الأبن على الملك الدمية ـ والشعب «المرتزق» وراءه ـ تفشى سر المأساة الملهاة البولونياسية ـ أما الحرب على الأبواب ـ فهى أصول اللعبة ـ حتى يعلن يا أبتاه ـ تسليم الدنمرك ـ كان أبى كالصخرة ـ جرفت فى سيل من سم ـ عمى .. الملك الغازى ـ والغازى عمى ـ إستان إثنان ـ فى سروال واحد ـ من يتزوج أمى ـ يصبح عمى ـ «بطلواده ... واسمعوده » ـ من يتصور ـ لكن يحدث حتى اللامتصور ـ فى الدنمرك ـ من يتصور ياهوراشيو ـ الملك سيدفع تعويضاَ للابن ـ عن قتل أبيه ـ ماذا يدفع ؟ ـ الملك .. حياته .. ـ ما يملك لو كانت له .. ـ فى قتل بولونياس يد ؟ ـ هذا ليس لسان الحال ـ لو لم يك بولونياس ـ ملكا غير متوج ؟ ـ وضع التاج على رأس الملك الدمية ـ بعد الملك المقتول ـ فلسان الحال يقول ـ إن الإبن عليم بخبايا اللعبة ـ وبأن اللعبة تمت ـ والملك الفعلى المستتر وراء الملك الشرعى ـ يحتاج إلى أن يصطنع رعية ـ بمضى فى اللعبة حتى يستلب الشرعية ـ يلبس ثوب الدنمركية ـ ولهذا كان ولى العهد الفعلى ـ إبن بولونياس ـ «ولو علمتم بداء الذئب من سغب ... إذن لسا محتمو بالشاه للذئب » ـ أكلك منين يابطة » ـ وا أبتاه ـ ماذا عسك يقال اليوم ؟ـ قد أصبحت كما «الشماعة ـ «تحمل قاذورات «القوم» ـ تحمل كل ذنوب العالم ـ من للموتى بمحامى ـ فى محكمة التفتيش عن الموتى ؟ ـ الدنمرك تجيد الضرب ـ فى موتاها ؟ـ ليس هنالك فرق ـ بين المتباكين عليك ـ فى الدنمرك ومن يلعنك جهاراً ـ فهى العملة ذات الوجهين ـ وهى اللعبة نفس اللعبة فى الحالتين ـ أكل لحوم الموتى ـ فلماذا أعجز حتى عن أن أبكى ؟ـ لو أنى فوق المسرح أبكيت العالم ـ لكن من غير دموع ـ فأنا لا أصلح كممثل ـ من هذا الصنف التمساحى اليفتاحى ـ صنف الخونة والمرتزقة ـ لاأصلح «ندابة» مأتم ـ فأنا فى هذا المأتم ـ الناعى والمنعى ـ وأنا التاكل ـ «لاتظلموا الموتى وإن طال المدى .. ـ إنى أخاف عليكمو أن تلتقوا .... »ـ إنا نحن الأموات بنى الأموات ـ لسنا من هذا العالم ـ ما الأعمار لنا إلا لحظات أنا نأتى كى نرحل ـ سأريكم آية هذا العصر ـ سأريكم كيف يموت الشاعر ـ وهو يصر يقول الشعر ـ سأريكم كيف يقول الشاعر ـ وهو يصر يموت ـ سأريكم كيف تكون الكلمات ـ أنفاسا والأنفاس الكلمات ـ تتردد حتى فى جوف القيد ـ أن كنا نحن الشعراء ـ ياخلى قل لى من هم ؟ ـ أو كان القوم الشعراء ـ ياخلى قل لى من نحن ؟ ـ يارحلة سفن الاسفنج ـ «من يشترى الباذنجان ؟» ـ مستفعلن مفعولات ـ آها باخلى هوراشيو» !
* * *

«... ثم احضر أنت على عجل كأنك تفر من الموت إن لدى من الكلمات ما أود أن أسر بها فى أذنك وما يمكن أن ينعقد لها لسانك ومع ذلك فهى أعجز من أن تعبر عما فى الأمر من خطورة .. » ! *الفصل الخامس :
*المشهد الأول :
- ألا يشعر هذا الرجل أدنى شعور نحو عمله حتى يغنى وهو يحفر قبراً ؟
لكأنى كنت بمسرح ـ فى مشهد حفر القبر لأوفيلياـ فلقد كان الحفار ـ يلقى بالجمجمة بعيداً كى القمها الدور .. ـ ماذا لو سجلت جميع الأدوار ـ فى دفترى الأسود ؟؟ ـ كيف لهذا الدفتر ذى الأوراق المعدودة ـ أن يحوى كل الدنمرك ؟ ـ لكن الحوت الميت ـ تأكله دودة ـ فلنرجع لجماجمنا ـ «جمجمة ذات لسان .. «هذا يعنى الكلمة ـ ولسان كان يغنى ـ أم كان لسان سياسى ماكر؟ ـ أم رجل من حاشية الملك اللبلابية؟ ـ هذى جمجمة أخرى ـ لمحام كان خبيث الحيلة ـ فى التخريج أو التأويل ـ أو مالك أرض عملاق ـ ضم الى الارض السندات ـ المال .. المال ـ الزيف .. الحيلة ـ والبيع شراء ـ أنياب البولونياسية ـ قال الحفار بأنى مجنون ـ وبأن جنونى من جهة الدنمرك ـ حمداً لله ـ حب الوطن جنون ـ حين يكون العقل خيانة ـ مهلا .. مهلا ـ أتكون العلة فى الداخل ـ بين الشعبين المتشحين ـ بوشاح واحد ـ فأكون جنيت عليك ـ من حيث أردت نجاتك من فخ بولونياس ـ وفتحت أمام الغازى الباب ـ القبر أحب إلى ـ وا أبتاه ـ ليكن ماشئت !
- كم ينقضى على المرء هنا قبل أن يتعفن ؟!
*المشهد الثانى :
* * *
- حين وجدت شباك الأشرار من حول على هذا النحو بدأ ذهنى على الفور يضع المسرحية قبل أن أمهد له بمقدمتها ! «يدخل الأتباع لينضدوا الأرائك حاملين المساند للمشاهدين ثم يتلوهم حملة الأبواق والطبول والملك والملكة ورجال البلاط وأوزربك ولورد آخر . كحكمين .... يحملان السيوف والخناجر ويضعانها على مائدة بجوار الحائط ثم يدخل فى النهاية ليارتيس فى ثياب المبارزة » ....... هملت : ... أهذه السيوف جميعا ذات طول «واحد ؟ يفاجئ هاملت ويجرحه جرحا خفيفا . يثور هاملت ويلتحم معه وفى أثناء الالتحام يتبادلان سيفيهما » هملت : .. إذن فافعل فعلك أيها السم «يطعن الملك» الجميع . خيانة .. خيانة .. هملت : وأنتم يا من شحبت وجوهكم وأرتعدت فرائصكم لهذه المأساة وأنتم إلا نظاره أو ممثلون صامتون لما حدث . لو كان لدى من الوقت ما يكفى .. لولا الموت .. هذا السجان الذى يأتى تماما فى وقته ......... لتحدثت إليكم .. لكن لينفذ القضاء ...
* * *
* هوراشيو يكتب فى دفتر هاملت . لم تقتل عمك ياخلى ـ إلا حين تجرعت الأم السم فى كأس خباها العم ـ بجراب مبارزة «حبية » ـ ومع إبن بولونياس ـ أفكانت تلك الكأس ـ رمزاً للحرب الأهلية ـ حلم الأعداء ـ والآن وقد سقطت أمك ـ فى بئر اللؤلؤ والسم ـ لم يصبح ثمة ما تخشاه ـ ياخلى من بحر الدم ـ فيما لو أنت قتلت الملك الذئب ؟ ـ وابن بولونياس ـ يدرى أولا يدرى بالخطة ـ ليس يهم ـ يفتاح القاضى قتل ابنته الحسناء ـ ثمنا للنصر ـ فلماذا لا يقتل أبنه ـ هوبولونياس ؟ ـ ياللغدر .. ـ ومتى كان ليفتاح القاضى أولاد ؟ ـ لا ينجب إلا «...» ـ والأغوات ـ ولهذا يكره كل «ذكور» العالم ـ فيبيع صنوف الإحباطات ـ والإجهاضات ـ ياللغدر..
هملت ـ .. ياللغدر .. أغلقوا الأبواب خيانة .. فتشوا عنها ..
قد نعثر فى القصر عليها ـ ياخلى أو فى الدنمرك ـ أو فى جزر مجهولة ـ لم يطرقها إلا إنسان واحد ـ ناج بالأعجوبة من غضبة بحر ـ لكن ستظل هناك خيانة ـ فلسوف يكون الناجى الأوحد ـ من نسل القاضى يفتاح ـ ولسوف يصيد الطير ـ ويجز النخل .. يجز رؤوس الأشجار ـ وسينحر ما قد يلقى من أحياء ـ وأخيرا .. سوف يخون ـ حتى فى نفسه ـ قد يسأم وحشته فى المنفى المذبح ـ أولا يبقى شئ يذبح ـ ولهذا قد يذبح نفسه ـ هذا عصر القاضى يفتاح الفاتح والمفتوح ـ ألفتح المقلوب هو الحتف !
هملت ـ هوراشيو .. أى اسم مجرح سأخلف ورائى لو بقيت الأمور مجهولة على هذا النحو ..
- إسمك ليس مجرح ـ إسمك جرح فى قلب الشعب ـ لكن الجارح ياخلى ـ أن تبقى الأشياء المعروفة ـ من تاريخ قبل التاريخ بتاريخ ـ ولهذى الدرجة مجهولة ـ وتظل تراق دماء الشهداء ـ والعالم مثل رضيع لا يخطو ـ من ألف الحرف لباء ـ أو يمكن أن تجمع كل البشرية ـ بجميع الأعصر حتى الحجرية ـ فى السر .. على ألا يبقى غير الصمت ؟ ـ إنطق ياهملت .. قل شيئاً قبل الموت :
هملت ـ وفى هذه الحياة القاسية تجرع أنفاسك فى ألم لكى تروى قصتى ..
إنطق ياخلى .. قل شيئا .. ـ ها أنت تموت فقل شيئاً .. لن تخسر شيئاً لو قلت : ـ
هملت ـ .. إن ماحدا بى ... لم يبق إلا الصمت ...
ماقال الشئ .. ومات . فات الوقت . ولكل منا وقت سوف يفوت . حين يموت :
«صوت موسيقى عسكرية من بعيد ... يسمع صوت طلقة : يخرج أوزريك » أوزريك ـ ماهذه الضجة التى كأنها ضجة الحرب ؟ ..
ألحرب ضجيج . للتغطية على التدبير المحكم . «لهم حيل فى حربهم ما أهتدت لها .. جديس ولا سلمت بها الملك جرهم » . هاقد دخل الغازى القلعة . والسرداب الباب . والباب السرداب . أبواق وطبول.
* * *
يدخل الأمير فورتنبراس والسفراء الإنجليز وآخرون».
فورتنبراس : أين هذا المشهد؟
ـ وماذا تريد أن تشهد إن كنت تبحث عن مشهد أليم أو عجيب فهناك ما تبحث عنه.
فورنتبراس : يا لها من كومة جثت تنم عن مذبحة وتقتيل!
* * *
عهدا قلبيا يا هملت .. فى عصر ليس له قلب يحفظ عهدا .. أن أصنع معجزة العصر .. فأقص على الدنيا قصة أنبل مخلوق .. العالم يعرف أن النبلاء .. منكوبين بكل بلاء .. يا كرب ـ بلاء .. أعنى ليس بقصتك جديد .. فالقصة نفس القصة .. والغصة نفس الغصة .. نتجرع أنفاس الألم المكتوم .. ونمضى مغتاظين .. أملا فى أن يأتى فارس .. مثل المارد يخترق الأسوار .. أسوار الصمت الملجم .. لكن المارد محبوس فى القمقم .. «وعيد تخرج الارام منه وتكره نية الغنم الذئاب» ـ فأمروا أن ترفع هذه الأجساد فوق
منصة عالية يراها الناس .. ولأقص على الذين لا يعلمون خبر هذه الوقائع ولسوف تسمعون بأفعال من الشهوة والدم والشذوذ والأحكام العاجلة والمذابح العارضة والموت المرسوم بالغدر والقهر . وغاية القول : نوايا الشر وقد انقلبت على رؤوس مدبريها .. كل هذا أستطيع أن أقصه بالحق.
* * *
فوق العرش الخاوى قد تم التدبير .. والمذبحة ختام للملهاة .. لكن ثم تقاليد ملكية .. منذ القتل الأول دوما مرعية .. القاتل يمشى بجناز المقتول ..
فورتنبراس : أما أنا فإنى أرحب فى أسى بما وهبنى القدر. وإنى لا أذكر أن لى بعض الحقوق فى هذه المملكة تدعونى أن أنتهز هذه الفرصة المواتية !
لكن كن فى القتل .. فمة نبل .. شيع قتلاك كما لو كانوا أحبابك .. يمشون إلى القبر بأرجلهم قدامك .. وبمحض الرغبة فى أن تدفنهم بيديك .. أكرمهم .. أكرم مثواهم .. وترحم بالدمع عليهم .. وأهل فوق مقابرهم أطنان الورد .. ولتعزف بجنازتهم لحن وداع .. أو حتى أغنية عن وشك لقاء .. «ها أقابله بكره .. وبعد بكره» «وبعد بعده ها أقول له بكره» أغلق فوقهم التابوت .. وأردم بالجاروف عليهم .. وأصمد فوق العرش لقد تم التدبير .!
* * *
فورتنبراس : ليحمل هملت إلى المنصة، كما يحمل الجندى .. أربعة من الضباط فقد كان خليقاً لو أتيحت له الفرصة أن يكون ملكاً جليلاً .. وفى جنازته فليعزف الجنود موسيقاهم ولتنطق بتكريمه طقوس الحرب. ارفعوا الجثث فهذا مشهد يليق بميدان معركة ولكنه هنا يبدو فى غير موضعه. هيا .. مروا الجنود أن يطلقوا المدافع.
«يحمل الجنود الجثث، وتعزف الموسيقى الجنائزية على طلقات المدافع».
«يا أم دفر لحاك الله والدة .. منك الاضاعة والتفريط والسرف لو أنك العرس أوقعت الطلاق بها لكنك الأم هل لى عنك منصرف؟»
*قبل نزول الستار :
.. لكن ماذا سوف تقول يا هوارشيو للدانمرك؟ .. من أين ستبدأ قصة هملت .. وهنا شعبان .. ولكل فى القول لسان .. فبأى لسان نتكلم؟ .. ها أنت تجر إلى الصمت.. هوراشيو أين العهد القلبى؟ .. ما خان إذن من لزم الصمت.. فلزوم الصمت كثيراً ما يعنى العجز عن القول . لا إيثار الأمن .. ما جدوى الاستشهاد .. إن كان الفارس والمنتحر سواء .. فى عصر اليفتاحية؟ .. من أين ستبدأ هوراشيو؟ .. ـ من يفتاح القاضى .. ـ لن يفهم أحد شيئاً .. ـ سأظل أكرر «فتش عن يفتاح».. حتى يمسك أحد بعدى بالمفتاح .. مفتاح الهيكل .. والمحفل .. والماخور .. والمذبح .. واللوح المسطور .. والمستور .. ويدك الحجر على الحية .. ـ لن يفهم أحد شيئاً .. ألا أن نتجرع كأس السم، قبل الحكم وبعد الحكم، يا أيتها الأفعى من آخر سقراط .. فالزم ياهوراشيو الصمت .. لا جدوى فى هذا العصر من الكلمات .. ـ بل سأقص القصة ..
سيداتى ..
«ليس مثلى يخبر الناس عن آبائهم قتلوا وينسى القتالا» آنساتى «مهجتى ضد يحاربنى أنا منى كيف أحترس؟» سادتى . «السح الدح أمبوه الواد طالع لأبوه، شيل الواد م الأرض الموت علينا فرض»
*************************************